٢٧‏/٤‏/٢٠١١

يزخ منه  الموت، يخترق الزهرَ الربيعي وخيال  النوافذ؛ يعرف كيف ينطلق، وأين يستقر. نصفه فولاذ، ونصفه نحاس، وفي وسطه البارود الرحيم، يشبه الكحل المطحون  الملعون، يشبه الشبيحة على سطح  القمر.
الرصاص عيار يفجّر الدمَ من رقبة الوعول الجميلة  الشابة، فتتهاوى على رصيف الحياة؛  تتذكر أنها كانت عطشى للمرور في الحياة.
الدبابات 
تشبه التماسيح الأمهات، الكبيرة، التي تفترس حتى  الهواء.
هي هذه  الملائكة الحديدية الثقيلة. التي تهدر على تراب بلدي، وتهوم بعماء  على الفجر والعشب الطري.
ترش الحديد،  وتترك أثراً أرجوانياً من الألم  على الأمهات.
هي التماسيح تلتهم الفرائس في الفجر، وفي بلدي.
الأسلحة النورانية
بمهارة تُصنع، وبمهارة تُغطس في الشحم الثقيل،  وتٌحفظ في صناديق الشمولية؛ يبارك  لها القتلة؛ لاتنبت عليها الزهور،  أوالمستحيل، لاتعرف الآلهة ولاالشغف الحياتي. جامدة، مثل ثاني أكسيد الموت، فتقتل، تلك الأسلحة غير النورانية  بلدي. بل حامليها القتلة. الذين يدوسون عليّ، ويداي وراء ظهري مقيدتان  بحديد خشن، مرمي على الأرض، أشم  رائحة تلك الرصاصات التي ستخترق روحي.
من اخترع  الأسلحة؟.
من اخترع  القتلة؟.
الدم
تجري الترامات في غوتنبورغ.
تجري النباتات الوديعة.
تجري البطات الفاتنة  في البحيرة.
البرونز، الكنائس، الحجر الهادىء، الملك السويدي  القديم؛
الذاكرة المحتشدة بالغياب.
اليدان اللتان تلمسان اليأس.
وتجري الأرض كلها في غيابكِ.
يسيل الدم في بلدي.
ويسيل حبي لكِ.
كيف سيرسم جاك بريفير، بلداً؟
ضع الشعبَ كله، في المطحنة.
اعجنه مع التوابل  الثورية الحارة.
واجنح به إلى الترهيب  والنباتات المسمومة.
ضع له ريشة ريشة من الزعفران السم ، الخوف؟
مرّ له بالانشاء.
واتركه ليتخمرَ، أربعين سنة.
ثم يتفجر.
زهرة  رونيه شار
نبتتْ تلك  الزهرة، تحت جنازير الدبابات النازية  في باريس، وانطحنتْ في عروة قميص القتل، بعد أكثر من خمسين سنة؛ ومن الشفق  حتى الشفق، تتبرعم من جديد بناتُ  تلك الزهرة، على أرض قاحلة  دون مدائح. سوى أولئك المرميين في الشوارع، جرحى ينزف منهم الدم، مثل  زهرة رونيه شار، المباركة. 

محمد  عفيف الحسيني
الأسلحة 
الرصاص
غوتنبورغ  السويد