١٣‏/١٠‏/٢٠١٠

ألتقي شلّة الطّلاب الكوردِ في الجامعةِ؛ محمد رفي هو المرموق الأوّل بينهم والشّاعر في الجامعة المعروف بوقوفه مع من يعرفهم ومع من لا يعرفهم؛ يقف، ينصت إلى المتكلّمين؛ لا يقول شيئا، ربّما جملة فحسب، ربّما كلمة واحدة والمتكلّمون يتكلّمون؛ فتاة وشابّ، فتاة كرديّة الأصلّ فقدت اللغة الكرديّة وتحرّرت قليلا في مدينة حلب وفي عفرين وشابّ يضع نظّارات شمسيّة وهو أيضا من أصلٍ كرديّ؛ تحرّر قليلا من الكرديّة ويتكلّم العربيّة الحلبيّة بسرعة وطلاقة والشابّ أسمر ويتكلّم مع فتاته ويقف معهما محمد رفّي وينظرُ إلى شفتي الفتاة حين تتكلّم وينظر إلى شفتي الشابّ حين يتكلّم وهو لا يتكلّم؛ هل سيكتب قصيدة عن صمته أو عن الشّفاه ربّما؟ ماذا سيقول محمد رفّي الشّاعر عن الشّفاه، ماذا سيكتب عن فتيات جامعة حلب وعن الشابّ؟  لكنّه يصمت؛ ينتهي الحديث، تغادر الفتاة الشابّ والشابّ ذو الأصل الكردي، الذي يتكلّم بطلاقته الحلبيّة يترك المكان ويبقى فقط محمد رفّي في الموضعِ...
عن " الحذاء ذو النفس"
عبدالرحمن عفيف
اللوحة للفنان: نهاد الترك