١١‏/٨‏/٢٠١٠

فنظرت إليه أمينة بلحيته وبذلته السّوداء بعكس بذلة طلاّب الصفّ الخاصّ وتذكّرت أنّه ذات يومٍ دعاها وطالبات أخريات إلى إحدى أماسيه الشّعريّة في قبوٍ غامق بعيد تحت قصرٍ من البلوكِ بدون طلاءِ ولم تذهب أمينة فقط ذهبت أمينة أخرى من القامشلي وقال لي عماد بعد الأمسية: " لقد أتتْ أمينة إلى أمسيتي، لا ترمِ نفسك في أمينة وستندم مثل وضّاح اليمن في الجبّ ذات يوم، حين تتزوّج أمينة في القامشلي ويغلق الصفّ الخاصّ أبوابه وتبقى على رصيفه مثل مخالبِ عصفورٍ وتلقي عليك النّمالُ نظرة مسائية ملتهمة." جاء شيوعيٌّ من آلِ نعمتو نحيفا في الشّارع؛ كان الاتّحاد السوفييتي أقصى البعيدِ وهو يعاني من قصرِ النّظرِ ولا يستطيع القراءة في غرفِ النّاس بعد ويمشي بدونِ أنْ يتزوّج بعد أن بلغ تقريبا أكثر من السادسة والثّلاثين ووجنتاه غائرتان بدون أكل اللّحم الثّمين وبغير فواكه وخضرةٍ تلائم وتدفع إلى الزّواج وأنا وعماد الحسن شيوعيّا الحبّ فوق شارعِ الشّويشِ، وخلفنا حديقة مترامية الشّجرِ والغرفِ وفيها ليلا تأتي الطّواويس.
ع. عفيف
من" وردة النسيج المقتبوحة"
اللوحة للفنان دلدار فلمز.