١٢‏/٨‏/٢٠١٠

محمد عفيف الحسيني: شهرام، لماذا تشرب الماء كثيراً؟
إلى المتصوفة، بوكا مالا بافي كال إلى المتصوف، إبن بافي كال، عبدالرحمن والمتصوفة مها بكر.
متأخراً، اكتشفتُ هذا الفذ المتصوف المغني والموسيقي: شهرام نازري، هو من جهات كوردستان إيران؛ لكنه من جهة السيد الكبير "الملا الجزيري، ومولانا الشيرازي، ومن إيوان الصوت المرتعش، الحائك بحنجرة من ذهب خاطف من بين يدي أمه التي ولدته، في مكان ما، منسي، ليكونَ صوته ذائبا بين تلك الآلات الغريبة، القريبة من النغمة الهندية. اكتشفتُ شهرامَ، عبر أخي المتصوف الألماني عبدالرحمن. هو الذي قادَ بيدي إلى المعلم، سلمتُ عليه، وهو يمسح عن شاربيه آثارَ العطشِ، بعد فاصل شاق من غناء تصوفي مع آلات لاترحم؛ ترحم، فقط، الصوتَ الذي يتآلف معها، ويعطيها بعضاً من أوتار ـ نعمة الله، أوتار الحنجرة، التي تتفجر مع آلتين مدهشتين، مثل شفرات تنتهك الحريرَ. الخشبُ الجاف الدائري مشدوداً بجلد الماعز الصعب. الفخارُ المشوي الجاف مشدوداً بجلد أشكال الحيرة. العودُ بخشبه من أرز لبنان، منذ عهد كلكامش، وجد شهرام، زرياب. آلتان وتريتان، غريبتان صغيرتان مدهوشتان، تشبهان: ديسا زنو بي حال دل ساقي ورين جاما زجاجا يحرك مولاي الكبير المتصوف الملا جزيري، يديه كثيراً، وهو يتلو قصيدته، قبل خمسئمة سنة، لعابر ضائع مثلي، أمام مسجده الحمراء ـ مدرسته، فيلقط الحركة شهرام نازري الحركة، بعد كل هذه السنوات. فيغني، وبنفس الحركات العصبية الذائبة في الأداء، مثل حائك، يدرب صوته على الجفاف، فيشرب الماء الذي بجانبه، يشرب عطشه، وعطشي أنا الذي استدرجتُ آلاته إلى صوته الفذ النادر المتوحش الصوفي الغارق في شاربيه. * لماذا أنتَ هكذا قلق، مثلي، شهرام؟. * هل ذهبتَ إلى المهرجان الغنائي الصوفي العالمي في فاس؟. ـ سنذهب معاً.
صيف غوتنبورغ السويد، 2010

ترجمة النص الغنائي لمولانا جلال الدين الرومي، والمعلومات، عن الفارسية: عبدالرحمن عفيف
(پیدا شدم پیدا شدم أصبحتُ موجودا أصبحت موجودا پیدای ناپیدا شدم أصبحت موجود اللاموجود شیدا شیدا شیدا شدم أصبحت مجنونا، مجنونا، مجنونا شیدا شدم شیدا شدم مجنونا أصبحت، مجنونا أصبحت من او بدم من او شدم كنتُ أنا هو أصبحتُ أنا هو با او بدم بی او شدم كنتُ معه أصبحت بدونه در عشق او چون او شدم في عشقه أصبحتُ مثله زین رو چنین بی سو شدم من هذا الوجه أصبحت هكذا بغير ما جهة در عشق او چون او شدم في عشقه أصبحتُ مثله)

شهرام ناظري مغن مشهور للموسيقى الكلاسيكيّة الايرانيّة والكرديّة، ولد سنة 1950 في مدينة كرمنشاه لعائلة أديبة، صاحبة حبّ للثقافة وأهلة للموسيقى. كان والد شهرام ناظرى مطلعا على مقامات الغناء الايراني وكذلك له معرفة بآلة ال" سه تار" وكان لأمّه صوتٌ جميل ولها معرفة بالغناء؛ وشهرام ربّي في هذه البيئة. هذه البيئة الفنّية المناسبة كان نتيجتها أنّه، وهو لم يزل بعد في التاسعة من عمره، أجرى برنامجه الفني الأوّل في راديو كرمنشاه بمصاحبة آلة " التار" للفنان درويشي وهو من الموسيقيّين المعروفين في كرمنشاه. وفي الحادي عشر من عمره أجرى عدّة برامج من الغناء الإيرانيّ في الراديو والتلفزيون الحكومي ولأجل اغناء ادراكه الموسيقيّ، فإنّه وطّد علاقاته مع ابن عمّه کیخسرو پورناظری و درویش نعمت علی خان خراباتي الذي كان له تأثير مهمّ وكبير على تعريف شهرام بالموسيقى المحليّة والكرديّة وتعلّمها. كان شهرام في نفس الوقت يتعقّب التحصيل والتعلّم في مدارس الموسيقى والاستفادة من أساتذتها. في سنة 1345 أقام في طهران للتحصيل الموسيقيّ على أيدي الأساتذة أمثال عبداله خان دوامی، نورعلی خان برومند، عبدالعلی وزیری و محمود کریمی ومن ضمن ما حصّله لدى هؤلاء الأساتذة كان تعلّمه العزف على آلة ال" سه تار" من الأساتذة احمد عبادی، محمود تاج بخش، جلال ذوالفنون و محمود هاشمی. في سنة 1354 وطبقا لاقتراح من قبل نورعلی برومند فإنّه أجرى برنامجه الأوّل بمصاحبة الفرقة الموسيقيّة"شيدا" ومديرها محمد رضا لطفی، مغنيا لأشعار مثنوي معنوي لمولانا جلال الدين الرومي وأغنية للشيخ بهائي وبعدئذ واصل أعماله مع فرقة عارف الموسيقيّة بإدارة من قبل حسين عليزاده وپرویز مشکاتیان. حصل الفنّان في المسابقة الأولى للموسيقى الكلاسيكيّة الإيرانيّة" باربد" على الجائزة الأولى. في سنة 1356 بمصاحبة فرقة سماعي بإدارة اصغر بهاری و حسن ناهید تمّ انتخابه لاجراء الكونسرت في مهرجان " توس". في سنة 1358 بمصاحبة فرقة چاووش التي كان هو عضوا أساسيا فيها وأثناء الظروف الصّعبة التي كانت تمرّ فيها الموسيقى الكلاسيكيّة الايرانيّة، استطاع أن يوصل صوته إلى آذان الجمهور المحبّ للفنّ الأصيل. ومنذ سنة 1364 فإنّه وبتعاون مع فرق موسيقيّة مختلفة عرض أعمالا جميلة في سوق الموسيقى الروحانية العرفانيّة، الأصيلة؛ ومن أكثر هذه الأعمال اشراقا يمكننا أن نذكر ألبوم" شورانگیز" أي الفتان بالعربيّة بمصاحبة الموسيقار حسين عليزاده، صاحب سيمفونيّة" نى نوا" المعروفة، وألبوم" گل صد برگ" أي الوردة ذات المئة بتلة وألبوم" آتش در نیستان" أي النار في دغل القصب بالتعاون مع الموسيقيّ المتميّز جلال ذوالفنون، أيضا كونسرت الأساتذة بالتعاون مع فرقة الأساتذة" فرقة فرامرز پایور"، وألبوم " بی‌قرار" أي بلا اطمئنان بالتعاون مع فرقة جلیل عندلیبی الموسيقيّة. سافر شهرام ناظرى لاجراء الحفلات الموسيقيّة الصوفيّة الأصيلة إلى العديد من دول آسيا، أوربا وأمريكا وكان له حضوره المتميّز في المهرجانات العالميّة. شارك مع ابنه حافظ ناظرى في مهرجان الفجر سنة 1380 وحصل على الجائزة الأولى كأفضل مغنّ للموسيقى الكلاسيكيّة الايرانيّة؛ حصل أيضا على الجائزة المخصّصة لهيئة المحكمين من قبل مهرجان" مهر". الجوائز - في 28 سبتمر 2007 حصل على ميدالية فارس الفن والأدب الفرنسية على مكتسباته في مجال الموسيقى الكلاسيكيّة الفارسيّة. - أيضا 2007 على جائزة مهرجان بيت الموسيقى التقديرية - وكرمه المجمع الآسيويّ بجائزة الميراث الحضاري البارزة بالمناصفة مع الأمين العام للأمم المتحدة في نوفمبر سنة 2007
لتبديل التاريخ الايراني بالميلادي، يمكنكم ذلك بهذا البرنامج