١١‏/٨‏/٢٠١٠

وذات مرّة أمينة مرّت بالقربِ من الثّمرة الحمراء. وكانت أمينة حمراء. وشفاهها حمراء ورآها خليل عبدالقادر في هرفورد. ربّما رأيتها حين تجوّلتُ في أزقّة هرفورد والآن يجدها وأجدها أنا أيضا في ملامح جمانة حدّاد. وفي الحسكة، في رأس العين. أختي صفيّة وأختي وداد. شجرة فوق سكة الحديد وعلى الجانبين الكثير من الحصى الأسود لتمتين السكّة وأختي وداد تعيش هناك في ذلك الوادي. يمرّ القطارُ في الأسفل. لا يمرّ أيّ قطار. فقط كان مشروع قطار وككل المشاريع الفاشلة في الحسكة، لن يمرّأيّ قطار بالقرب من منزل أختي وداد. إنّها شجرة خرنوب، إنّها شجرة زبيب، إنّها شجرةُ بأغصان متفرّعة جدّا وطائرٌ بعيدٌ يأتي إليها. هناك سور في الحسكة قرب مركز المدينة في الخريف تتساقط الأوراق الصّفراء على مديرية التربية وعلى طاقية شرطي حزب البعث العربي الاشتراكي الفاشل. الشرطي فاشل أيضا مثل القطار وجائع مثل كلب جميل ويفكّر. لايفكّر الشرطي في حذائه ولا في ورقة الخريف التي تسقط بالقرب من سور دائرة الهجرة والجوازات. إنّه يمرُّ. قبل ذلك يضع أبي الشيخ عفيف نظّارته ويريد أن يعرف من هي أمينة. أعني لا زالت أمينة تمرّ في شارعنا في عامودا وتسأل عنّي فيقول والدي إنّه في الجيش العربي السوري.
عبدالرحمن عفيف
مقتطف من - التين دواء الشّعراء-
اللوحة من جدارية للفنان خليل عبدالقادر