وأذكر أنّني وقفت على جسر صغير على هذا البورخا، كان اسمه أحيانا هكذا " البورخا" أو " الخوربا" أو " ربوخو"، وقفت وقفة على الماء البنيّ الداكن، في لون الوحل وتذكّرتُ " نيمانا" في الحسكة كما أخبرني عنها عيسى الشّريعي من مدينة" داموعا" وهو اسم آشوريّ يعني " التراب الصافي بعد المطر الصّافي وربّما بالعكس". هل كانت" نيمانا" أيضا آشوريّة؟ هل كان الظلّ الذي يمشي معها أيضا آشوريّا؟ هل كان في عنق "نيمانا" صليب؟ العنق الذي مثل مزهريّة عليها صورة ديك مذبوح أو صورة ظلّ يشبهني في مدرسة اعداد المعلّمين. المهمّ أصبح الخيّاط من المعجبين ب"نيمانا" والظلّ الذي يمشي معها في الباحة. ولم تلحظ "نيمانا" ولا الظلّ الذي من الخلف يشبه مشيي وربّما ملامحه تشبه ملامحي، لم يلحظ صديقي الخيّاط. من ذلك الجسر البعيد الذي خلفه مساكن بيضاء جديدة في مدينة" قشمليا فوقانيّة".
عبدالرحمن عفيف
من " نيمانا والظلّ"
اللوحة دلدار فلمز