لكن، لم يستطع؛ كان تحت تأثير البتلة الصفراء، مأخوذا منه العقل ومأخوذة منه الطّاقة، بقي في محلّة يراوح مثل غبارٍ على كتاب، مثل نور على شفة حناء يبست. فنقول: هذا ولدنا الضّعيف وثمّ يشعّ العمود بيتا ونقول: هذا بيتنا الربيعيّ، ينبت عندكو أبيض في الشتاء وأصفر في الربيع على سطحه ولا نستطيع أن ننام من كثرة ثرثرته عن أثاثه وخلاياه وهو خجول، طرفيّ، ينبتُ على الأطرافِ ولا علاقة له بالنباتات، هو عاطفيّ في عصرٍ، خاصّة إن سمع صوت الطّنبورات قبل أن يتحوّل إلى نغمٍ للرقص. وقال لنفسه أحيانا في حلب: قبر الشّيخ يعبّر عن حبّ مهجور وباص غير معطّل وخبز يخبز طازجا في فرن حارة الشيخ مقصود. حين كان يدرس في الجامعة ويقول له بائع الخبزِ حين يستعجله الفتى: صلّ عَ النبي.
ع. عفيف - من " مذاق نيمانا بشدّة"اللوحة دلدار فلمز