١٧‏/٧‏/٢٠١٠

معلم النجارة في جزّ الألوان
 إبراهيم حّسو

هناك قصور معرفي حول علاقة الشعر باللوحة التشكيلية, فالجميع يرى أن بامكان الشاعر أن يرسم لوحة فنية طالما لديه تلك المخيلة المبدعة و الأداة التي يبني بها اللوحة و أن بامكان الفنان التشكيلي المبدع بلوغ مأربه الابداعي و ذلك عبر الكتابة الشعرية, لكن في أعمال الفنان و الشاعر دلدار فلمز, حاولت أن أجد تلك العلاقة الحميمية بين شعره و لوحاته و ذلك عبر مشاهدة بصرية مكثفة و الرؤية التشكيلية النقدية و مقاربة الجمالي مع التخييلي فوجدت أن لا علاقة للشعر(شعره ) بما في اللوحة من ( المساحات اللونية – الشكل و أفكار الشكل – المواضيع و اختزالاته – شكل الشخصيات المفترضة – الألوان بكل غطرستها ) و لهذه المسميات بما في النص الشعري من ( اللغة و علاقاتها الجمالية – البناء الهرمي لقصيدة النثر – التواترات الصوتية و الصورية للكلمة – العلاقة بين السرد الشعري و السرد النثري – و الدهشة المفروضة و إيحاءاتها الدلالية و الحسية ).
من ( يقرأ ) لوحة دلدار لن يجد دلدار الشاعر, بل فنانا مبدعا يقوم بدور معلم النجارة في جزّ الألوان و بعثرتها هنا و هناك, بعثرة تكاد تكون فوضوية في سطحها و فلسفية في عمقها, فاللون الأحمر مثلا نُشر بمنشار وليس بفرشاة و جرد من احمراره و اللون الأخضر من اخضراره و حتى اللون الأبيض لم يسلم من منشاره فُجرد من بياضه, و كأن مهمة الفنان دلدار هي دفع بكل ما يملك من الألوان في الزوايا و البقع ( اللالونية ) و خلق ثغرات بين الأجساد الوهمية التي تظهر فجأة في تلك البقع لتخلف ضوضاء و زحمة بين الألوان نفسها, تلك الشخصيات ليست لها شخصية و أن بدت للجميع إنها من روح و دم, شخصيات لا تتكلم إلا من جسدها و لا تتحرك إلا من تفاصيل الجسد المموهة إلى درجة التماهي و الضياع, دلدار لا يحب هنا عجقة الألوان و الشخصيات و الصور و مع ذلك فهو يبعثرها ضمن مساحات هي أشبه بلون واحد هو الرمادي, فلو نظرت اللوحة من بعد خمس أمتار لن ترى إلا اللون الرمادي و أن اقتربت من اللوحة على مقربة سنتمترات فسترى جميع الألوان إلا اللون الرمادي و تلك هي خاصة الفن الحقيقي, دلدار فنان ممتع بمواضيعه ( الخرافية ) التي لا تشبه أبدا شعره فهو رقيق و موجع إلى درجة اليأس و ربما معرضه التاسع الذي سيقام في صالة فاتح المدرس بدمشق بين الأيام 14112006 و لغاية 30112006 سيكون فتحا جديدا لتجربته التشكيلية التي تتجه يوم بعد أخر نحو التطور و التجربة ستكون فرصة طيبة كي يتشخصن وهم الشاعر مع وهم الفنان و يصير له وجها واحدا.  أطوال اللوحات بين 35و 50و80و120و بمقاييس متفاوتة الحجم .
دلدار فلمز
مواليد القامشلي و يسكن في الحسكة 1970
يكتب الشعر له كتاب ( عاش باكرا )2003
معرض مشترك في ثقافي الحسكة 2001
معرض مشترك في صالة اليونسكو للمعارض – بيروت 2001
معرض مشترك في أرت كافيه – دمشق 2006
معرض مشترك في صالة الروضة – دمشق 2006
معرض فردي في ثقافي الحسكة – 2001
معرض فردي في ثقافي الحسكة – 2006
معرض فردي في صالة عشتار – دمشق 2006
عن موقع جدار