٢٨‏/٤‏/٢٠١٠

لطيفة المسكيني

منكَ شاهدتي
 إلى محمد عفيف الحسيني، ثانية


يحضر بلا رقيب،
على الباب يقف.
لا واشٍ ينقلُ أخبارَه.
للأمكنة  غير إيحاءاتها،
والزمن يزيد في الروح امتدادَه.
يخضر الطرفُ،
فجأةً، يخذلك الحضورُ،
لا بقاء الا لهاتفٍ
آتٍ من غيهبِ الذاكرة،
شبيه بكَ أو بلحظة
تشهد غيَّها في العبور.
 
عبيرٌ،
 تنثره
 أزهارُ الغياب.
والقطاف ذاكرة في نضجها.


الانتظار الدائم
الشعر في ضياعه  
وأنا  
طوع يدي خيوط الضوء، لكني،
بنظر الضرير أخلط الألوانَ،
 أضيع سحر النسج،  
مثل الثلج أنثر ندف السواد،
 ورماد المعنى.

 
دهشة الروح تسجن
 اللغةَ بين ضفتين
ورصيفك
أشعل من الخطى
موقده
سافرْ نحو حضورك الآتي.

غيابان، وحضور واحد؛
غيابات شتى في استحضار دائم
والشراعُ نادى البحر
 نادى المجداف
لا وجهة غير الغياب.
رياح الدواخل  المصطخبة،
لجة الآتي.


……………….

…………


في جزر الحضور المرتقب،
كنا نعبث بالكلمات،
 بالزمن الذي
لا يضيع إلا بنا،
ولا يكون إلا بنا.
وكنا
نقطف زهرَ الليلك.

الحضور الكلي هو الغياب،
والروح للألم،
راقصة تغني.  
وحده الجنونُ
غواية اللذة القصوى.


أيها الغياب
كنتَ رباً قريباً،
صنعتُ منكَ شاهدتي،
وأقمتُ فيكَ، كما الأبدية
أيها الغياب.

شتاء فاس ـ ربيع غوتنبورغ، 2010