٢٦‏/٩‏/٢٠٠٩

جـوان تـتـر: في رَحْم ِ كُلِّ طَيفٍ قاصِر حَيوانٌ مَنَويٌّ مُنْتَحِرْ أيَّتُهَا الأُمُّ , لا تَخْجَلي مِن خَطَايا وَلدِك , إسمَعي فَقَط , سَتُنْشِدُ المَلَائِكَةُ خَجِلَةً أفْعَالَهُ : كَانَ يُضَاجِعُ المَسَاءَ وَأنْتِ نَائِمَة , يُطْفِئُ التَّلفَازَ ويُشْغِلُهُ بِخفَّةٍ آنَ يَسْمَعُ خُطَاكِ هَابِطَةً السَّطْحَ إلى المِرْحَاض, كانَ يَبْتَسِمُ لِتَأوّهَاتِ الأُنثَى الصّغيرة وَهيَ تُضَاجَعُ مِرَارَاً في الّليلِ مِن شَبَحِ زوجِهَا الحَطَاب , ثُمّ صَبَاحَاً مَعَ رَغيفٍ ساخنٍ يولَدُ تَأويلٌ مُغَايَرٌ لِمَغْزَى الصّوت : (( جَارَتُنَا الصَغيرَة لَمْ تَنَمْ , إنّها الزَّائِدَة الدوديّة , مِسكينَةٌ , طبيبٌ والِدُهَا , أوّاهُ يا لَلبُخل ..)) كَانَ يَخْتَلِسُ النقودَ مِن مِحْفَظَةِ شَقيقِهِ ثَمَنَاً للجعّةِ الرّديئة , يَكذِبُ لَيلاً نَهَارَاً , وَاضِحَاً كَالشّمس , يُحْرِقُ سَاعَاتَ الّليلِ الأَخيرة مَعَ السّجَائِرِ مُضَاجِعَاً أَطْيافَ بَنَاتِ الحَيِّ القَاصِرَات , في رَحْمِ كُلِّ طَيفٍ قاصِرٍ حَيوانٌ مَنَويٌّ مُنْتَحِرْ . يَسْتَدينُ دونَمَا اكْتِرَاثٍ للوَفَاء ( الوفاءُ صَنيعُ الحَمْقَى ) , هَكَذَا دوَّنَ بحبرِ الخَيالِ ذاتَ خَريفٍ , _ إبْنُكَ مُحْتَالٌ _ هَمَسَ أحَدُ البَاعَة في أُذُنِ شَاهِد قَبْرِ والِدِهِ مرةً وَهوَ يَبْصِقُ , يَلعَنُ الآَلِهَةَ دونَ مُبَرِّرٍ , يُنْفِقُ المَالَ خَاصَّتَكِ , كّانَت العَائِلَة تَنْعَتُهُ بالمَجنون, سِواكِ : لَيْسَ مَجنونَاً , ( وَلَدي شَارِعٌ ) عِوَضَاً عَن ( وَلَدي شَاعِرْ ) , يَتَوارَى إذْ ( هَاتِفُكُم مَفْصولٌ لأسبابِ مَاليّة ) أو ( أخي المُشترِك بَادر للإستِفَادَة مِن مَرسوم الإعفاء عَن الغَرَامات ) , وَلَدُكِ أغَلى غَرامة , كُوني مُتَيَقِّنَةً الأمْرَ . كَانَ يُحَرِّرُ عُضوهُ لِرَسْمِ أبيهِ المُضْحِك , يَبْحَثُ في خِزَانَة ابنَةِ عَمَّتِهِ الضّخمَة عَن سوتيانٍ لائقٍ بِثدي حَبيبَتِه النّحيلَة . لايَكُفُّ عَن إعدامِ الظِلالِ رَشْقَاً بنُصُوصٍ رَديئَةٍ . أيَّتُها الوَالِدَة : مرحَى لَكِ . لِرحمِكِ . 2 فيمَا مَضَى , ارتَابَ بَجدوَاي . هُنَا . في المَاضي . " الآنَ تَيَقَّنْتُ" أُديرُ كَلامَاً بينَ بَابٍ عَطوفٍ ونَافذَةٍ لاتَمْلِكُ غيرَ هَواءٍ حَزين , بينَ مَقعَدِ روحي الذي أمْقُتُهُ وَدربٍ يُحيلُ العُبورَ مَوتَاً 3 الآنَ مُبْتَعِدَاً, أُمَسِّدُ شَعْرَ دُميتي الفِضّيّ, أُحَيّيِّ وَبِخفَّةٍ لا تُجَارَى الرَّغيفَ الذي نثَرَهُ صَاحِبُ الّلحيةِ السّودَاء قِبَالَةَ الفُرْنِ ليَبْرُدَ, أُحَطِّمُ الرُّقَيمَ الثّابِتَ عَلى سَطْحِ الكُوخِ العَميقِ في التراب . أُبَدِّلُ ذِكرَى الميِّتِ ثُمَّ وِلادَتَهُ. 4 " لَكن, مَا هَذهِ الأعدَادُ الغَامِضَةُ, مَحْفورَةً, أعلَى الجُمْجُمَة, أيُّها الطَّيف ؟ " هَل تَرَاءَت الوِلادَة , لِتَنْحَتَ المَوتَ بِأنَامِلِ طِفل؟ أَوَ , لَم أتَمَرَّن كِفَايةً عَلى الغيابِ ؟ صَرَخْتُ . 5 الآنَ فَقَطْ , بَاتَ بِوسْعِي اسْتِدعَاءَ الشّيطَان إلَى الحُجْرَة , قَابِضَاً عَلَى قِرنِهِ اليُمْنَى , جَارَّاً وَرَاءَهُ مَلائِكَةً مُبْتَعِدَة عَن النُورَانيّة , لَنْ أفْعَلَ أمْرَاً إنّمَا أُتَابِعُ الشّيطَانَ حَالّاً السوُتيانَ الأَحْمَرَ خَيطَاً فَخَيطَاً , شَادّاً الفُصُولَ مِنْ أعْمَاقِكِ فَصْلاً , فَصْلاً , إنْتَبِهي , لَنْ أَهِبَكِ فَاصِلاً كَمَا تَفْعَلُ المُذيعَةُ السَخيفَة وَ لَن أَتَأَثَّرَ بِالعُنف , بَل سَأقُولُ بِكُلِّ فَخْرٍ : طُزّْ .... عـامـودا.
عن أبابيل.