١٦‏/٨‏/٢٠٠٩

إ يـلـفــــا إ يــجـــــي هـــور ن " من ذا الذي سيشيّـد مصحـةً للأشــجـار ؟ " ترجـمة : كـامـيـران حـرســـان شاعرة وروائية سويدية معاصرة ، من مواليد 1950 ستوكهولم . بداياتها الشعرية كانت 1963. صدرت لها عشرات الكتب والدواوين الشعرية ، مثل (يعشقك المسيح 1972) . و(عذراوات في أرجوحة " الكاروسيل " ) . حازت على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة الشاعرة الراحلة كارين بوي ( والتي حصل عليها مؤخراً " سليم بركات " أيضاً كأول كاتب أجنبي ) . القصائد المترجمة هنا، من ديوانها : "عذراوات في أرجوحة الكاروسيل" . 1- العــَـين : هكذا وقتئذٍ كانت تزورُ جسدَها إنه هناك في الأسفل منها كانت تعي طوالَ الوقت أن اللغةَ ممكنة ولكن لا الجسد بالنسبةِ إليها فهو بعيدٌ في الأسفل يرزحُ تحتَ اللغةِ تنحني, تخلعُ ثوبها وترفعُ بجسدها أمَمـــَــــاً جوهرةً في علبةٍ حيث ترعرعُ في الأسفل سراً تقابلا أحياناً لم يكن بمقدورهِما الاكتفاء من بعضهما والآن, الآن مذ هي في النبعِ واللغةُ هي منافذها الممكنة ترنو إلى جسدها بعيني الجسد هي ليست فتيةً بعد هي أكثر ثقلاً, أكثر طراوةً, أعظم قوةً, أكثر تعباً هي الآن اشد دفأً ولها أحاسيس متدفقة في الكفّين وفي باطن الفخذين حيث يلتقيان ولسان حال عيني الجسد يقول لها امرأة, أخيراً امرأة . 2- غــَـابة : أرى صُـوراً لغابةٍ ليسَ ثمَّةَ لونٌ هادئٌ كاللونِ الأخضرِ في غابةِ صنوبرٍ حينما يُمَشِّطُ قملٌ النورَ في الغابة رجلٌ يسير يضع عُصابة ً بيضاءَ حولَ شجرةٍ هل ستُطرحُ أم سَتُستَبقى ؟ لست أدري من ذا الذي سيشّيد مصحةً للأشجار؟. 3- الإشـاعـة : شاعَ نبأُ بشرةٍ في المدينةِ الموصدةِ يقالُ : بالوسعِ تمريرُ اليدِ عليها ويسمونها مداعبةً. ثمة من يتحدثُ عن شفاهٍ , وإنَّ بالإمكانِ استكشاف العالمِ بها دون كلماتٍ . يدّعي البعضُ : إنهم بالأنامل تتبّعوا في الكف خطاً وبلغوا دلتا تُفضي إلى البحر . 4- الحضور غير قابل للاستخدام : "مُحيّاكَ ساعةٌ توقفتْ، القطار لن يسير بعد". كل هذه الُمقل الجافلة ، المصرِّحة عن جوعها في طابور المقهى ، تتحسسني حيث سأقوم بالاخضرار ، لأن صبوة أحدهم خلدت للراحة هنا . أليس هذا بديعاً، لست أدري ، أليست بتحيةٍ من عملٍ الذي التقى بإلهٍ غير ذي فائدةٍ ، أليس هو بأهلٍ للطفل الذي ألتقطَ حجراً بلا نفع، تاركاً إياه يهوي في خندقٍ ، على كوكبٍ ليس بالوسع استخدامه لشيء . خطرَ لي: لابدَ من لغةٍ لكلِ ذلكَ ، حينما أخبرني محيّاك من هنا تنطلقُ كلُّ اللغاتِ .
عن أبابيل العدد 35-