٢٠‏/٦‏/٢٠٠٩

مقداد خليل
إن نقصت العقاربُ فالمحنة كبيرة
كدتُ أنسى الأزرقَ أبي .
في غبار كتابه الأصفر (معجم ألفاظ القرآن) بثَّ من حياته .
الهيكَلُ العظمي النحيف يذود ُعن قبره ، لا ريب .
كلّ قبر ٍ شُرِّعَ لقوا هياكلَه قصفاً ، أو حطاماً .
صفحاته المتقدمة منثنية . لعلها علامة على لفظ منه، أو دلالة على اختلال حال .
وسط الكتاب قرأت نقشه ، دون حفظ تاه مني ،
إشارات موجزة حول جمل بعض الآيات بحبر الرصاص، على قصاصة كأنها من جنس الكتاب.
مذ رجعت لبيتي لا يخامرني إلا اضطراب ثقيل .قبلة اللقاء فوق راحتي الأم جرت كمصافحة بين مريضين ،
وسألت عن العقارب . كم واحداً سحقتم؟
 واحداً في حجرة الأخت الباسلة . حجرتها طين غير جدار الشرق إسمنتٌ تشاركها إياه أخرى منهارةُ السقف .
إن نقصت العقاربُ فالمحنة كبيرة . كذلك فكَّرت .
شروط المهابة القديمة قد تلغي هذا المسخ ، ما استبنت منه سوى الرائحة .
أطبقت الغلافَ المجلد المفتوح على الثنيات ، إن لها دوراً في استنشاق المعاني .
على سريري بالباحة مَنْ انتظرَ منذ المساء ، ليلقنني عما سألقى كلَّ شيء ،
 لكنْ ، حرفاً لن أسمع .