١٣‏/٨‏/٢٠١١

كانت سوزانا لا تريد أن أقول هذا وتقول بعد خمسة أشهر من العلاقة، إنّنا لا زلنا في البداية.أسمع في الغابة فراشة تضحك فأركض وراءها عبر غابة" آيلن ريده" في المنعطف المؤدي إلى الشارع الاسفلتي ألتقي بسوزانا على درّاجتها.قرأت قصيدة نوفاليس تلك بخطّ سوزانا الجميل على المسخّن وفكّرت في اسم هذا الشّاعر، حيث كانت هذه هي المرّة الأولى التي أسمع بهذا الاسم وأقرأ قصيدة له بالألمانيّة. الفراشات التّي تضحك وبيت سوزانا القريب من غابة " آيلن ريده"  والبيت المقابل لمنزلها هو عيادة جرّاح فلسطينيّ، أجرى لي عمليّة بسيطة بعد أن كانت علاقتي مع سوزانا قد انتهت بغير أن تطول حتّى ولو لمدّة سنة كاملة.بقيت قصيدة نوفاليس معلّقة هناك في المطبخ طوال كلّ الأشهر والأيّام والليالي التي أمضيتها في بيت سوزانا. و سوزانا كانت تذهب في الصباح الباكر إلى العمل أو إلى إحدى عطلها التي تمضيها في اجتماعات للتعلّم والاستجمام في أماكن بعيدة عن هانوفر، أماكن معروفة بأرضها وهوائها ومائها النقيّ. تتعلّم من مهندسين ذوي خبرة طويلة وتجربة عميقة وتترفّه بالعيش في الهواء الطّلق مع صديقات لها ويتغذين جميعا بالفواكه الطبيعيّة والخضروات وبالجبن وأحيانا لحم سمك وتطلق على هذا العلم اسم "غيومنتي".
عبدالرحمن عفيف
من " فراشة نوفاليس"،" كتاب الحجحجيك"