١٨‏/٧‏/٢٠١١

المسجد
تحت ظلال الصوت الحنون الشجي للملا محمود، كبرتُ ،

بجانب جمعة المسجد.
وبين جوانحها الرزينة، تعلمتُ اليسارَ والقرآنَ.
أتقنتُ مع صديقي سرقةَ أباريق الوضوء النحاسية،
ثم، بيعها لـ "حجي صبري"، بعد كسرها.
تحولتْ تلك الأباريقُ، الآن
إلى أبواق النظام.



القبة
كنا نتسلقها،
مثل سناجب أشجار الصنوبر،
نهز بأذيال أعمارنا الصغيرة،
مابين السقّالات والأسمنت والظلام.
لم نكن شبيحة،
ولم تكن الثورةُ، بعد.
ولم يكن المؤذن الشجي الملا محمود قد توفي.


المنارة

ولأن المعماري الشعبي، كان طويلاً رشيقاً،
فقد صممها على مقاساته: طويلة ورشيقة.
لها بلكونان دائران، على طبقين.
انتهت الأموالُ، لتكملتها،
فبقيتِ المنارةُ كتلة خراسانية،
تبرز منها القضبان الرفيعة من الحديد.
البلكونان الدائران، عسى ألا يستلقهما عناصر الأمن.


الصورة

من أين كل هؤلاء الشباب،
الذين لاأعرفهم، وهم تحت القبة والمنارة، وصوت المؤذن الميت؟.
يهتفون سوياً: نريد عودة منفيي عامودا.
هل كان يقصدونني أيضاً، ويتذكرونني؟.

محمد عفيف الحسيني : عامودا
عن - كميا كوردا -