٨‏/١‏/٢٠١١

مر يوماً أمير "دوميلا" بالقرب من قصر وزيره فوقعت نظراته على زوجة الوزير التي سحرته بجمالها وحسنها، فهام بها وجداً وعزم على لقائها. لذلك- في اليوم التالي- كلف وزيره بالذهاب إلى منطقة نائية لأداء مهمة، كي يختلي بزوجته في حال غيابه. ارتدى الأمير ثيابه وتوجه إلى دار الوزير فاستقبلته زوجة الوزير ولثمت يده... جلس الأمير برهة ثم ناداها ودعاها إلى الجلوس بجانبه ففهمت المرأة غايته وقالت له: -سيدي الأمير... إن زوجي الوزير غائب عن المنزل... وسوف أهيئ طعاماً لغداء أميري. وبعد أن تتناول الطعام سآتي للجلوس إلى جانبك. نهضت المرأة وأعدت طعاماً من سبع بيضات كل بيضة مطلية بلون يختلف عن ألوان سائر البيضات ثم وضعت البيضات أمام الأمير، فلما تناول الأمير البيضات السبع وجد أن الطعم واحد وإن اختلفت الألوان وتباينت. بعد أن نال الأمير وطره من البيض قال لزوجة الوزير: -لماذا كان الطعم واحداً؟. -مولاي الأمير... إن النساء جميعاً سواسية في الطعم كهذه البيضات. وعندئذ أحس الأمير بالخجل وندم على سلوكه مع زوجة وزيره... ومن فرط خجله نسي سبحته في دار الوزير. عاد الوزير من سفره إلى البيت وجلس على الحشية التي جلس عليها الأمير ثم ما لبث أن دس يده تحت الفراش فتعثرت بسبحة الأمير... رأى سبحة الأمير ولكنه لم يذكر شيئاً لزوجته وكتم عنها غيظه. وفي اليوم الثاني قال الوزير لزوجته: -إنّ أمك مريضة قليلاً وقد أرسلت تطلب حضورك. عندما وصلت إلى بيت والدتها سألتها عما بها فنفت أن تكون مريضة أو أنها استدعتها. فأدركت أن في المسألة سراً. مكثت المرأة في بيت والدها حولاً، فذهب والدها إلى الأمير وأخبره بما فعل وزيره. مثل الوزير وحموه –والد زوجته- أمام الأمير. قال الأمير يسأل والد الزوجة: -ماذا تريد؟ قال الرجل: -كانت لديّ حديقة غناء سلمتها لهذا الوزير وصار قيّماً عليها.. ظل بتعهدها بالرفق والعناية فكانت الحديقة تنمو وتزدهر... ثم أنه منذ عام أهملها إهمالاً ذريعاً وترك سقيها فيبست الأفنان وجفت الأغصان وسقطت الأوراق وقلّت الثمرات. التفت الأمير إلى الوزير وسأله: -لماذا تفعل ذلك ألست قيّماً. فقال الوزير: -في العامين السابقين كنت شديد الاهتمام بها... بيد أنني في العام المنصرم رأيت آثار سبع في وسط الحديقة، ومنذ ذلك العام لم أزرها خشية أن يبطش بي ذاك السبع الضاري. كان الحاضرون في مجلس الأمير يصغون إلى هذا الحوار وهم لا يعرفون شيئاً عما تعني تلك الكلمات. قال الأمير: -لا ريب في أنّ ذلك السبع لم يلحق أي أذى بحديقتك.. فإنه لم يقطع غصناً ولم يقطف وردة ولم يجْنِ عنقوداً... إن حديقتك حديقة مباركة فحافظ عليها فإنها تستحق كل احترام وتقدير. وفي اليوم التالي ذهب الوزير إلى دار حميه واعتذر لزوجته وأعادها إلى البيت وقد ازداد بهاً هياماً وإعجاباً.  طرائف كردية (ج2): إعداد: الشاعر تيريز. ترجمة: دلاور زنكي.