١٩‏/٦‏/٢٠١٠


من خفقان المناظر
عبدالرحمن عفيف

يشعر بحنين قاس وحنين عقيم، لا يمكن التحدّث عنه لأحد، هكذا يخرخ الناس إلى المسير في البقع المرتديةِ للعشب وللقمح وللعدس، إلى البقع المرتدية لجُريسات القرمزيّ ولصبغ جناح الفراشة ولغيمة رأوها في الاعداديّة ولكن لا يمكنهم الحديث عمّا يقومون به ويظنّونه غير واقعيّ أو يظنّون أنفسهم في النوم. ربّما تخرجُ الحشائشُ ليلا من جدار هذه القلعةِ. تلك الرّائحة حملت في مضمونها رسالة عن شجرة للتوتِ في بيت أحد الأصدقاء، آنذاك، "حين تعارفنا في جامعة حلب". ليس هذا سوى نوم، شعرنا به يثقل قليلا على نفوسنا ونشعر معه بتعب آت من مكان وربّما من زمن سحيق، نشعر معه بالأمكنةِ التي كنا سابقا فيها. بالنسبة للشخص النائم، هنا، فإنّه يشعر أنّه نائم على سفح تلالٍ ما، تلال ليس لها اسم، تقع كمجموعة متضامّة إلى بعضها البعض وعلى السفوح الغربيّة سقطت زهيرات اشجار اللوز البيضاء وعلى ارتفاعٍ أكثرَ ضاع خاتمٌ والشخص النائم، بين هذه السطور وفي هذه الحرارة، يجد الخاتمَ وهو من الفضّة، أهو حقّا كذلك؟
 اللوحة للفنان دلدار فلمز