١٦‏/٢‏/٢٠١٠

فرج بصلو: زهرة في ملكوت النور .
أرى ماءً وبي عطش شديد ولكن لا سبيل إلى الورود " ابن الرومي "الديوان" الجزء الأول ص٥۲۲

*١* سمعت أصواتاً ظلت في مسمعي خافتة كدفوف بعيدة ثم سرت في غربتي من حديقة إلى حديقة من الحيوانات إلى البشر التائهين ولم أحس بفارق سوى طول الذيول والفروات. *۲* الناس وجوه فارغة كالعملة تتكاثر كالزوان بنمو ممسوس. *٣* لحد الذعر تبدو متقاربة وجوه الغرباء فهل علي السير كالبهلوان على شِباكٍ وحبالٍ؟. *٤* يخدش الثقاب الظلام على الجدران تتلاعب الظلال في مكان قضى صاعداً بالدخان وللنخيل أحضان تضم حتى الضباب والغبار. *٥* ليكن ظلي زهرة في ملكوت النور إلهي ضعني نقطة بمدار دائرة ولا تقصَّني من الجذور لأني سنونوة تتوق داراً عششتْ بسقوفها. *٦* ها أنا أحلم مزهرية رأيتها في بيتي القديم ونسيتها لتطير في منامي كأنها إكليل من ورود... *٧* وفي منام آخر أتتني إلاهة من شارع الولدنة المجقجق والرياح تتلاعب بخصلاتها فبديت لنفسي أتنفس النرجس مع كل نَفَسٍ على مفرق العجاج *٨* الأزقة التي عرفناها لا تعيد شيئاً ضاع بمتاهات الطفولة ولكن الديكة ستصيح صيحاتها الزرقاء. لحتى يمس رقابها المقص. *٩* سماؤنا لا يمكن قياسها بمساطر معوجة. *١٠* طواحيننا تعبت من الدوران رحاها فماتت! ترى هل قتلتها الصلابة؟ *١١* في تلالنا البعيدة مازالت الخشخشة تنام مع الزجاج - الحديد والنحاس كبوصلة تدلنا على حياة مرت في التراب مجروحة ونازفة تحلم يداً تنقب عنها في متاهات الزمان. *١۲* هل لي أدوس العشب مجدداً كأني على درب الملك بينما أمي تناديني من عتبة الدار لأصفن بها متباهياً بغرتي الصفراء كأنها إبنة الشمس الوحيدة؟ أم أضم صوتها لأصوات ظلت في مسمعي خافتة كدفوف بعيدة؟ *١٣* على كلٍ: مدى عمري سأذكرها تضرب الطراريح لتنفض عنها الغبار, ثم تفرشها على التراب كأنما لا غبار على أرض الغرفة وكأنما الغرفة بهو في قصر السلطان.
عن موقع: ألف.