١٢‏/١‏/٢٠١٠

إيفان عمر حسيب :  زهير حسيب في معرضه الجديد- أقمار نائمة وفلاحون من ذهب وأحجار كريمة. افتتح في غاليري السيد بدمشق معرض الفنان التشكيلي زهير حسيب بتاريخ 4/1/2010 والذي يستمر لغاية 30/1/2010. حضر الافتتاح حشد كبير من التشكيليين والإعلاميين ومتذوقي فن زهير حسيب، كما حضر السفير الصيني في سوريا حفل الافتتاح أيضاً وأبدى إعجابه الشديد بالتقنيات المستخدمة والحالات الإنسانية التي تضمنتها اللوحات المعروضة بالإضافة إلى الرموز والأزياء المستوحاة من الفلكلور الكردي في منطقة الجزيرة السورية. خلاصة أبحاث على مدى الأربع سنين الأخيرة في معرضه الجديد، يقدم الفنان حسيب خلاصة أبحاثه التشكيلية التي عمل عليها طيلة السنوات الأربع الأخيرة. يقدم حسيب في هذه المرحلة الفنية أيقونات عصرية وشخوصاً مع هالات قدسية، يقول حسيب: "الشخوص والحالات الإنسانية في أعمالي مستوحاة من ذاكرة الطفولة التي قضيتها بين الحقول والبساتين على ضفاف نهر (جغجغ والخابور)". يرسم زهير حسيب وجه والدته كأنه رغيف خبز تنور لا يشبع منه، ويرسم سبائك ذهبية هي حقول القمح التي كان يذهب إليها مع والدته وأخوته في طفولته، إنها سبائك من ذهب تتراقص على أغاني الفلاحين والفلاحات ليتحول هؤلاء الفلاحون في أعماله إلى أحجار كريمة براقة. نجد في مجمل أعمال زهير حسيب درجات من الأسود اللامتناهي كسجادة حيكت بالأبيض والأسود لتتحرك ضمنها مفردات الفنان وشخوصه وعناصره بدفء وحميمية. بدأ حسيب هذا البحث الغرافيكي منذ أربع سنوات، هذا ما لاحظناه في معرضه السابق في غاليري السيد عام 2007 وفي معرضه الذي أقيم في السليمانية وأربيل عام 2009 بالإضافة إلى عدة معارض جماعية خلال هذه المرحلة. في معرضه الأخير، يستخدم أقمشة ذات علاقة لونية وشكلية بالأزياء الفلكلورية الخاصة بنساء الجزيرة السورية. أعماله تعبق برائحة الأرض والإنسان بمنطق حداثوي يخاطب الروح الإنسانية في كل مكان. يقول حسيب: "اللوحة التي تستمر وتعيش عبر الأجيال هي تربة حبلى ببذرة يغذيها الماء والهواء. هذا هو حال العمل الفني الذي يستمر ولا يموت أبداً". ويضيف حسيب: "العمل الذي يثير حواراً دائماً ومتجدداً مع المتلقي هو العمل القابل للحياة". أعماله الأخيرة عوالم من النساء والأطفال ضمن حالات حميمية ومراحل جنينية دافئة، يقول حسيب عن هذا المعرض: "أبحث في هذا المعرض عن السلام الداخلي، ذلك السلام الناتج عن التخلص من الفوضى والخراب الذي نعيشه، سلام بعيد عن المآسي التي نعيشها والتي نشاهدها باستمرار". علاقة حسيب بخشب الأنتيك عندما كان الفنان زهير حسيب صغيراً، عمل مع والده في صناعة أدوات الفلاحة الخشبية كالمحراث والجرر, من هنا جاء اكتشافه للخشب كمادة نبيلة مطعمة بحب الإنسان القديم لأدواته البسيطة التي تساعده على الاستمرار في الحياة، ومن هنا جاءت أعماله ذات القياسات الكبيرة المعتمدة على خشب (أنتيكا) يبلغ عمره في بعض الأحيان المائة والخمسين سنة. أما الوجوه في أعمال حسيب فهي سبائك فضية مغمورة بالضوء، إنها عوالم حالمة وأقمار نائمة، يقول حسيب: "العاشق يرسل همساته وآهاته للقمر، إنها حالة من المناجاة مع القمر مانح السكينة والسلام الداخلي". الفنان زهير حسيب من مواليد مدينة الحسكة 1960, خريج كلية الفنون الجميلة 1984. متفرغ للعمل الفني وله معارض فردية وجماعية عديدة داخل سوريا وخارجها, أعماله مقتناه في أغلب دول العالم. إيفان عمر حسيب – دمشق – 9/1/2010
- geyakurda