٢٤‏/١١‏/٢٠٠٩

محمد نور آلوجي: إلى متى ستتوقف طاحونة العلاوي. بطالة غير عادية ؟ ارتفاع الضغط ؟ كثرة السرطانات والجلطات ؟ مقبرة الشرمولا امتلأت بالأموات ؟ ماذا حصلَ لعامودا ؟ ورغم ذلك ,وتستمر الحياة فيها ؟؟؟ هجرة بالآلاف إلى المدن الداخلية والبلدان المجاورة .، حياة غير عادية في هذه المدينة التي كانت يوما ما " إحدى القلاع الموجهة في وجه الفرنسيين عام 1937 والآن ماذا بقى لهذه البلدة الهادئة أين ذهبت ذكرى محمد آغا دقوري في حريق السينما ؟ أين ذهبت أشعار وكتابات (آل الحسيني ) أين ذهب هؤلاء المجانين الذين يفتخر بهم أهل عامودا من( شربلو) إلى (بشيرو) إلى (حسينو)؟؟ أين ذهبت دكة المختار (آل عمو) الدكة التي كانت تمتلئ بالشيوخ والوجهاء ؟ متى سنرى مرة ثانية ملعب النيشان في عامودا يمتلىءُ حتى بالأسطح لنرى مباراة بين الأهلي والاتحاد والحرفيين والعمال , والله الزمان ذهب ,وذهب لمّاع ؟؟ إلى متى ستتوقف طاحونة العلاوي وهل ستقلع من جديد ؟أم تنتظر الظروف والقدر لكي يمحي الغبار عن دواليبها ؟ أين ذهبت مياه نهر الخنزير و(جمي حمدون ) وهل بالفعل جفت (كولا عنتر ) ؟مثل موسم الجفاف الذي مر علينا هذا الموسم ؟ متى سنرى ونستمتع بأسماك (عوينيك )أم أنها ذكرى .... ذهبت . أين ذهب تراب (شرمولا ) , التراب التي غطت أكثر من طفل بريء من أطفال سينما عامودا عام الستين . إلى متى سننادي بإنقاذ المقبرة من الخراب من الكلاب بأنواعها؟؟؟ المقبرة التي امتلأت بالشهداء والشيوخ والمناضلين ؟؟ إلى متى ستبقى شوارع عامودا ملجأ" للخراب ومأوى" للحصى والتراب والحجارة والمياه ؟ نعم هذه هي عامودا مدينة الحضارات من اوركيش إلى جاغر . بلاد المثقفين ، بلاد المهندسين ، بلاد الوطنيين ، بلاد المجانين ..؟ نبراس (أبو حسيب ) والأستاذ( برويز ) بات همهما أن يستيقظا في الخامسة صباحا" ويتوجها إلى منزل آل جرجس يطلبان كاس بيرة أو ربعيه أو نصية عرق يطفئان ظمأهما لينسيا التفكير بلقمة العيش والحياة الصعبة اليومية ؟ وكيفية الحصول على العمل في محافظة لا يوجد بها عمل , ولا هم يحزنون ؟؟ وبالتالي شرب كل قدح ينسيانهم آلامهم وأوجاعهم وأيّ وجع , وجع الكآبة والفقر والانهيار ؟ نعم أستاذ (برويز) ذلك الأستاذ الذي درّسني (ألف باء) في عمار بن ياسر . ماذا حل به ؟؟ أصبح أستاذ شوارع ورائحة الخمر تنبعث منه في كل شارع وحي وهو ابن شيخ الوطنيين في عامودا الشهيد (رشيد كورد ) نعم إنه أحد ضحايا الزمن الصعب الذي نعيشه ؟؟ نمر إلى حلقة أخرى من حلقات القهر والظلم إنه الشاب العاقل والمجنون :(حسينو ) فكل يوم وعلى أنغام شفان برور وجوان حاجو وعادل حزني وفي نصف الشارع العام وأمام صوت السلام نرى حسينو كيف يرقص الكوردية رقصة الآباء والأجداد هذه الرقصة التي نساها البعض جراء التفكير بالحياة المريرة ؟ نعم حسينو ابن ال35 ربيعا" والذي حارب الأتراك سبع سنوات في جبال قنديل وآرارات ؟ جاء ليستقبل استقبال الأبطال , فكرمه أهل عامودا بالصفعة وأية صفعة ؟ ضربة" قضت على آمال هذا الشاب الطموح فحتى ثمن الدواء لايقدر أن يحصل عليه, أو بالأحرى لم يقدم له ثمن الدواء تصوروا ؟، أين الإنسانية أين المروة والوفاء ؟ أين أبناء البلد ؟أين وجهاء البلد ؟الوجهاء الذين بات همهم مصلحتهم فقط وكيفية إيفاء ديونهم دون التفكير بأولادهم الأولاد الذين يتسكعون في شوارع بيروت وحلب ودمشق بحثا" عن لقمة العيش ؟؟؟ صدقوني لو أردت أن أكتب سأفتح ملفات وحلقات يومية عن عامودا ولكن يكفينا هذا ؟ مادام هنالك آذان غير صاغية , فالأفضل أن نصمت لأنّ قدرنا بات الصمت , والصمت فقط ؟؟ نعم هذه عامودا : يومياتها وذكرياتها , فلكل شارع فيها قصة وفي نفس كل مواطن فيها غصة , ولاندري ؟ : الأيام القادمة ماذا ستحمل لنا من مآسي وطيبات مع إن الطيب قد قلّ كثيرا" في هذه المدينة الهادئة (عامودا موطن الآباء والأجداد ) ....سما كورد.