٢٣‏/١١‏/٢٠٠٩

خالد عيسى : الجزيرة في روايات الموظفين -1-  رغم كثرة الكوادر الإدارية و السياسية في الجزيرة، كانت الكتلة الوطنية تعيّن الموظفين من غير أبناء هذه المنطقة، و لم تكن الجزيرة أثناء فترات حكمها إلا مرتعاً و مصدراً للرزق والثروة لوجهاء السلطة المركزية وموظفيها ، فكان أغلب وجهاء الجزيرة يستهجنون ذلك، و يطالبون برفع الغبن عنهم و عن منطقتهم. **** كان أحمد الجندي، أثناء أحداث عام 1937، من أقرب العناصر إلى موقع القرار في الجزيرة ، و كان قد أصبح موالياً للكتلة الوطنية، على ما يبدو بخلاف غالبية وجهاء السلمية، و من حيث التحصيل العلمي و الكفاءات المهنية كان أحمد الجندي قد حصل على البكلوريا في 1930 بعد أن تقدم للامتحان للمرة الرابعة، و من ثم كان قد التحق بمعهد الحقوق في دمشق، لكنه عندما لم يستطع الاستمرار فيه أراد التسجيل في كلية الطب، وبعد النظر في ملفه قال له عميد كلية الطب أحمد سامي السطي ليس عندنا تنبلخانة، على حد قول الراوي. لكن كان انتماءه إلى الكتلة الوطنية يؤهاه لأن يكون من الطاقم الحاكم في الجزيرة، و نشر في عام 1991سيرة حياته في كتاب أسماه لهو الأيام. **** لقد نشر السيد عبد الكريم محفوظ مقالاً حول كتاب لهو الأيام لأحمد الجندي (الصادر عن دار الريس في لندن عام 1991)، وذلك تحت عنوان (لهْوُ ا لأيام بالجندي ولهوه بها)، و نشرها في الموقف الأدبي، العدد371 الصادر عن اتحاد كتاب العرب في آذار 2002. نعرض لكم ما يتعلق بأحداث الجزيرة في هذا المقال الذي قد يختصر على القارئ البحث في الكتاب المذكور. **** ( تسلم الجندي برقية من دمشق، تقول: "عيّنت في الحسكة، احضر حالاً، رشاد"، فسارع في اليوم للذهاب إلى دمشق التي وصلها في الساعة السابعة مساء ومضى لتوه إلى مكتب رشاد الذي قال له بأنه والمحامي محمد الجيرودي اقترحا على الأمير بهجت الشهابي، محافظ الحسكة، أن يكون الجندي معه هناك منشئاً ومترجماً، وبعد برهة وجيزة دخل على الأمير الشهابي الذي استقبله استقبالاً حاراً وعرض عليه راتباً يساوي ثلاثة أضعاف راتبه من معهد اللاييك، وطلب منه إنهاء أشغاله واللحاق به في الحسكة بأسرع ما يمكن، وبعد أن تمرن يومين اثنين في وزارة الداخلية على كيفية التعامل مع دفاتر الصادر والوارد والذمة عاد إلى طرطوس لإنهاء علاقته مع معهد اللاييك الذي حاول مديره إثناء الجندي عن الالتحاق بوظيفته الجديدة، بيد أنه تمنى له التوفيق أمام إصرار الجندي، ودعاه وكل زملائه إلى وليمة في بيته، وفي اليوم التالي ودع أبو حيان تلاميذه وزملاءه الذين رافقوه بموكب رسمي في عدد من السيارات التي رافقته إلى اللاذقية. ومن هذه البلدة انطلق الجندي في سيارات عامة إلى حلب ودير الزور وصولاً إلى الحسكة، بعد أن قضى سهرات ممتعة في كل من هذه المدن مع بعض أصحابه القدامى. لقد أقام الجندي في فندق خرب بالحسكة ومن ثم استأجر غرفة متواضعة وانتقل بعد برهة وجيزة إلى بيت مناسب لابأس به، وصار له أصحاب كثيرون من الموظفين الديريين والحلبيين والحمويين الذين صاروا يجالسونه مراراً وتكراراً على موائد عامرة بالشراب والدجاج المشوي. ولكن الحسكة كانت وقتها كالقدر الغالية من جراء دسائس الفرنسيين وتشجيعهم الأكراد والسريان والآشوريين على فصل الجزيرة عن سورية الأم على غرار فصل اللاذقية وجبل الدروز ابتغاء مضايقة الحكم الوطني. ففي تلك المرحلة خلق الفرنسيون حركة "الشارة البيضاء"، التي كانت حركة مسيحية متعصبة ضد العرب والإسلام بزعامة المطران "حبّي" الذي كان على صلة وثيقة بالكاردينيال "تبّوني" المقيم في بيروت بصفة عميل للاستخبارات الفرنسية، ومن الجدير بالذكر، في هذا السياق، أن المحافظ الأمير بهجت الشهابي خريج معهد الحقوق في استامبول كان رجلاً بسيطاً مع أنه كان لامعاً كمحامٍ ومشبعاً بالروح الوطنية، ولذلك كان من الخطأ، في رأي الجندي، تعيينه محافظاً في منطقة مضطربة كالجزيرة. فذات مرة جاء المطران "حبّي" لزيارته، ورفض استقباله لأنه كان على معرفة بخيانته، وخيانة زملائه ممن كانوا يلقون منه مثل تلك المعاملة حتى تأزمت الأمور التي وجد فيها الفرنسيون فرصة سانحة للدس والتآمر والوقيعة، وقيام الاجتماعات السرية برئاسة قائد المخابرات الفرنسية في المفوضية العليا ببيروت القومندان "بوثو". وهكذا صارت تتكرر حوادث الاعتداءات على الموظفين المدنيين في الحسكة، إلى أن اندلعت ثورة جائحة بتاريخ 3/تموز/ من عام 1937، أدت إلى خلو شوارع الحسكة، وإغلاق حوانيتها كلها. ولما رأى الجندي أن الوضع قد تفاقم إلى هذا الحد ذهب للالتجاء في دار الحكومة التي وجد فيها كل الموظفين المدنيين كما وجد أن الدرك وقائدهم في حالة استنفار قصوى. وهنا أمر قائد الدرك جنوده باقتحام المدينة فانهال عليهم الرصاص من سطوح المنازل من كل حدب وصوب مما أدى إلى مقتل العديدين منهم. وفي غمرة تلك الأحداث تحدث بعض الناس للجندي قائلين: "أنهم شاهدوا بأم العين المطران "حبي" وهو يطلق الرصاص على دار الحكومة من باب كنيسته نفسها". أن تلك الفتنة كلها؛ بما فيها من محاصرة الشرطة في مخفرهم من قبل الأهالي، كانت من تشجيع الفرنسيين. لقد كان معظم زعماء تلك الفتنة من طائفة السريان الكاثوليك من أمثال الياس مرشو، منفذ تلك الأعمال الإجرامية، و"بحدي قريو"، المخطط لتلك الأعمال، الذي كان اسمه الحقيقي "عبد الأحد كرياكوس" والذي كان سابقاً فرانا يدور على بيوت الموظفين لطبخ مآكلهم في فرنه، بيد أنه حين شاهده الجندي ذات مرة كان يلبس بزة إفرنجية ويعتمر الطربوش مثله مثل الأفندية (الخواجات)، وعليه إمارات الدس والتآمر، لا بل وحتى شكله كان يماثل شكل الثعلب، ومما يؤسف له أن "بحدي قريو" صار لاحقاً رئيساً لبلدية الحسكة. ولدى استئناف إطلاق النار واضطراب حبل الأمن غادر المحافظ البلدة متوجهاً إلى دمشق لاطلاع الحكومة المركزية على دقائق الأمور التي كانت لا تعرف عنها شيئاً نظراً لأن كل الرسائل الرسمية إليها، وحتى الشيفرة، كانت عن طريق الفرنسيين رغم أنوفنا، كما يقول الجندي، وفي تلك الآونة أرسلت الحكومة محافظاً جديداً هو توفيق شامية من طائفة الروم الأرثوذكس ومن أعرق العائلات الدمشقية، ولقد حاول هذا المحافظ جاهداً تسوية الأمور بين الأهالي والحكومة ولكنه لم يفلح في مساعيه نتيجة دسائس الفرنسيين. لقد قام ذات مرة بزيارة القامشلي للتحاور مع زعماء المعارضة في فندق "معمار باشي" غير أن زمرة من المعارضة حرضت نفراً من المشاغبين الذين داهموا الفندق وقلبوا الطناجر ورموا بالطعام على الأرض ولم تحدث الدعوة ولا الوليمة ولا اللقاء. وحين تبين للمحافظ أن الوضع أعقد مما تظن الحكومة المركزية ذهب إلى دمشق لاطلاعها على حقائق الأمور، ولدى عودته إلى الحسكة تعرض للاختطاف في منتصف الطريق بين دير الزور والحسكة وبقي مجهول الإقامة خمسة أيام بلياليها بلعبة من الفرنسيين بكل تأكيد. وفي تلك الأيام كان الموظفون يشاهدون "بحدي قريو"، في رواحه ومجيئه إلى دار الحكومة ابتغاء تشمم الأخبار، وحين كان الموظفون يسألونه عن مكان وجود المحافظ كان يجيبهم متضاحكاً بمنتهى الخبث أنه عنده في بيته، وعند الإفراج عن المحافظ تكشف أنه كان فعلاً في بيت "بحدي قريو"، ولذلك فإن المحافظ غادر الحسكة ولم يعد إليها بتاتاً. ولقد كان لهذه الحادثة ضجة كبيرة إلى الحد الذي جعل الصحف الأجنبية تتناقلها الواحدة تلو الأخرى، وجعل بعض الناس يتقولون أن المحافظ نفسه كان متواطئاً مع الجناة، بيد أن الجندي لا يظن ذلك، كما يقول. وبعد بضعة أيام وصل الحسكة محافظ جديد هو الدكتور حيدر مردم بك الذي بلغها بكل أمان وطفق يستقبل ويودع الناس كالعادة بتعامل دمث وعريكة لينة باعتباره كان قد درس الحقوق في فرنسا، وكان يحب أن تسير الأمور بكل هدوء، غير أن دسائس الفرنسيين حالت دون فلاح ذلك النهج مما اضطره، بعد أن عرف حقائق الأمور، للذهاب بدوره إلى دمشق لتقديم اقتراحات جديدة لمعالجة الوضع القائم في الجزيرة، ولما حاول العودة إلى الحسكة بعد عدة أيام صادف قبيل دخوله المدينة جمهوراً مسلحاً من الأهالي الذين هاجموا سيارته والذين حاول أحدهم إخراج زوجته من السيارة بشدها من شعرها، ولكن تدخل الدرك بإطلاق النار على أولئك المسلحين، وقتل ثلاثة منهم وفرار الباقين وهم يحملون جرحاهم حال دون وقوع الكارثة. ولما كانت سيارة المحافظ قد تعطلت فإنه استقل سيارة الدرك وعاد برفقتهم إلى ناحية "الشدادة". وبعد مرور نصف ساعة على تلك الحادثة صار الرصاص ينهال على دار الحكومة وعلى الموظفين الذين كانوا يختبئون فيها من الأهالي ومن دائرة الاستخبارات الفرنسية، مما اضطر الموظفين إلى النزول إلى الطابق السفلي الذي كان فيه مخفر الدرك بغية الاحتماء فيه، وفي اليوم التالي ذهب المستشار الفرنسي إلى الشدادة لمقابلة المحافظ الذي حدثه بلهجة غاضبة متهماً فيها الفرنسيين أنفسهم بتدبير هذه المكائد حيث سكت المستشار ولم ينبس ببنت شفة. وفي عصر ذلك اليوم رجع المحافظ أدراجه إلى دير الزور، واستقر فيها طيلة الصيف بعد استئجاره داراً لسكنه الشخصي ومقراً رسمياً في الوقت نفسه لدائرة محافظة الجزيرة، وفي تلك الآونة أصدر المستشار الفرنسي أمراً بعدم تجول الموظفين في مدينة الحسكة كيلا يتعرضوا لاعتداءات الأهالي فبقوا، هم والشرطة، في دار الحكومة طيلة أربعة شهور، يأكلون ويشربون وينامون في دار الحكومة، حيث كان الأكل يصلهم خلسة من المدينة، ومن دير الزور بمساعدة "ميزر عبد المحسن"، شيخ عشيرة شمَّر. وبعد فترة وجيزة وصل إلى الحسكة محافظ فرنسي وبرفقته عقيد فرنسي كحاكم عسكري للجزيرة، وصدر الأمر بالإفراج عن الموظفين من دار الحكومة، وعاد كل منهم إلى بيته الذي كان قد استكراه في البلدة. وما أن مرت بضعة أيام حتى تلقى الجندي دعوة من أخلص أصدقائه، المدعو عبد الكريم السمان، وقد كان يشغل منصب النائب العام في عدلية الحسكة، لزيارة مدينته حماة، ووعده بأكلة شهية فيها هي القباوات (السختورة)، فقبل الدعوة شاكراً وحصل على إذن رسمي وغادر الحسكة معاً بالسيارة إلى الدرباسية التي استقلا منها القطار إلى حلب ومن ثم إلى حماة حيث وجدا الأكلة الموعودة بانتظارهما فأكل منها الجندي حتى أتخم ونام ليلتها في حماة وسافر في اليوم التالي إلى سلمية فحمص فدمشق، وقد كانت تلك السياحة سياحة جميلة جداً روّح فيها الجندي عن نفسه، كما يقول. وبعد أن أقام الجندي في دمشق عدة أيام عاد إلى الحسكة حيث جاءه أحد أصحابه وأبلغه أن لجنة الأهالي تطلب منه مغادرة الحسكة وتنذره بالويل والثبور وعظائم الأمور إن توانى عن تنفيذ رغبتها لأنها ضاقت ذرعاً به وبوجوده وتقاريره، وفي اليوم التالي غادر البلدة بسيارة المحافظة إلى دير الزور التي وجدها أشبه بباريز قياساً إلى الحسكة. لقد مكث الجندي في دير الزور أربعة شهور متتالية عاشر فيها عدداً من أصحابه القدامى والجدد الذين كان من أبرزهم الشاعر محمد الفراتي، خريج الأزهر، الذي رأى فيه الجندي شاعراً موهوباً، والشاعر الثاني عبد الجبار الرحبي على الرغم من كونه، كما نعته في "لهو الأيام"، شاعراً من الدرجة الخامسة لأنه كان يعرف صنعة النظم ولم ينشر من الشعر إلا قليله على شكل ديوان صغير. وفي تلك الآونة كان نهر الفرات يشطر دير الزور إلى شطرين وكانت الجراديق (ومفردها جرداق)، وهي بمثابة حانات ومقاه صيفية، تنتشر على ضفة النهر من جهة المدينة القديمة حيث كان الجندي وندماؤه يرتادونها يومياً تقريباً لعقد جلسات الأدب والمرح والشراب. ولكن الأسف حلَّ بالجندي حين زار دير الزور في عام 1987؛ بدعوة من المركز الثقافي لإقامة ندوة شعرية، نظراً لانقراض كل تلك الجراديق إلا واحداً، ونظراً لتوقف معمل الورق بقدرة قادر، كما يقول، حتى إنه كاد أن يفشل في العثور على ورقة لكتابة رسالة غرامية عليها، مع العلم أن إقامة هذا المعمل لم تكن قد مضت عليه إلا بضع سنين. ولولا أن كان الأجانب قد بنوا لأنفسهم مساكن خارج المدينة لعجز عن إيجاد مكان لمنامته هو. وفي رحلته الآنفة الذكر من الحسكة إلى دير الزور قابل المحافظ حيدر بك الذي كان قد استكرى بيتاً في حي الرشيدية والذي سمح للجندي بالمبيت فيه طيلة الشهور الأربعة التي مكثها في تلك المدينة. ولكن تعذر وصول راتبه إليه من الحسكة، جعله يئن تحت وطأة ديون كثيفة ما تمكن من تسديدها إلا بعد وصول رواتبه المتراكمة. وبعدئذٍ حصل الجندي على إذن رسمي وغادر دير الزور للقيام بزيارة إلى أقاربه وأصحابه في طرطوس مروراً بحلب وحماة وسلمية وحمص. وبعد انتهاء الإجازة عاد الجندي لا إلى دير الزور بل إلى الحسكة حيث استأجر بيتاً صغيراً قبالة دار الحكومة، وجد الراحة والطمأنينة فيه إذ صار ملاذاً له ولأصحابه وندمائه ومرتعاً للسهر حتى الصباح والليالي الملاح. وفي ذات يوم من تلك الآونة كان الجندي وزملاؤه من الموظفين في دار الحكومة بالحسكة وإذ بمظاهرة صاخبة تشق طريقها إلى تلك الدار وعلى رأسها امرأة تدعى "حبّي"، مفرطة السمنة كالبرميل وخشنة الصوت كالرجال، وهي أخت المدعو الياس مرشو، وما أن وصلت تلك المظاهرة دار الحكومة حتى هرع الرجال والنساء إلى سطح المبنى رغم أنوف رجال الشرطة، وأمسكت "حبّي" هذه بالعلم السوري وهمت بتمزيقه لولا المستشار الفرنسي الذي سارع ومنعها من فعلتها هذه، وبذلك تمت إعادة العلم إلى مكانه على السارية. وبتاريخ 10 حزيران من عام 1939 جاء الياس مرشو على رأس حفنة من الجمعية التي كان العصاة قد أسسوها لتحل في الجزيرة محل الحكومة، وأبلغ الموظفين في بيوتهم، وكان الجندي واحداً من بينهم، أن عليهم مغادرة الحسكة صبيحة اليوم التالي..... وإلا. وهكذا جاءت السيارة في اليوم الثاني ونقلت الموظفين إلى دير الزور ومنها مساء إلى دمشق التي وصلوها في صباح اليوم التالي حيث قابل الجندي المحافظ حيدر بك في مقر رئيس الوزراء نصوح بك والبخاري الذي سأل الجندي عن قصة تمزيق العلم السوري، فأجابه متحدثاً عن حقيقة الأمر بحذافيره. وهنا أطلع رئيس الوزراء أبا حيان الجندي على جريدة "الفيحاء" الصادرة في اليوم السابق حيث كان سعيد التلاوي قد نشر فيها خبراً بالقلم العريض قال فيه أن أهل الحسكة حاولوا تمزيق العلم السوري ولكن أحمد الجندي هجم عليهم واحتضن العلم معرضاً نفسه للموت ومنعهم من تمزيقه. لقد كان الخبر كاذباً بالنسبة للجندي، كما يقول، إذ أراد سعيد التلاوي أن يجعل منه بطلاً وطنياً، بيد أنه أفاد من تلك الدعاية الصحفية بصدور قرار تعيينه كاتباً في وزارة الداخلية بدمشق حيث باشر عمله في اليوم التالي ككاتب بلا أي عمل حقيقي، متفرغاً لحياة اللهو والمجون.) gemyakurda