١٦‏/١١‏/٢٠٠٩

إبراهيم حسو: شعراء على الطريق-مرام اسلامبولي- المعنى متشققاً مكشوفاً رسم بالكلمات «إبداعات جيل جديد». تأتي شعرية مرام اسلامبولي من زحمة الأضداد, و ما يلحقها من تقرّحاتٍ وتشّعباتِ الكلمةِ نفسها, الأضدادُ ليست في ترادفِ الكلمةِ, أو ما يعكسها دلالياً, بل بما تحملُ الكلمةُ من تجاور للمجاز البلاغي, و من هنا تأتي المجازات ذهنية ذات تركيبةٍ اختزاليةٍ, كتابة مرام الشعرية نابعةٌ من تقّرحٍ في ذاتيتها, من هشاشة متأزمة في أناها التي تستفهم كثيراً عن عوالمها, و تصرخ بكل جوانحها في وجهِ الحياة التي لا تستطيع أن تجابهها جسديا, فالشعر خيارها و خلاصها, والكلمات أرضها الموعودة, واللغة سماؤها القادمة (حتى الجبالَ تنحني في انحداراتٍ تكملُ وقوفَها) تستهلك مرام أدواتها الكتابية في التنقيب عن جذور المعنى, عن ضوابط لغوية تربط بين صورة و أخرى, بين جملة اسمية أو فعلية تتجّذر المعاني أو ُتضغط أو ُتؤسر دون أن تتشخّصَ أو تتمّظهرَ, هي ماضيةَ في البحث عن تفسيرات ما, عن تعريفات ما , عن تفاصيل خفية تقّربها من أناها التي تتجذر بدورها في التشبيهات الإيحائية و التطابقات اللفظية (سَتُبعَثُ كاملاً جميلاً نورُ قيامتِكَ يطفئ أوكارَ سوادِهم ) شعريةُ مرام قائمةٌ على إبرامِ صداقاتٍ مع عصبة من أفكارٍ شعرية , بلغةٍ هادئةٍ و إن بدا الهدوء نوعاً من التراخي, أو شيئاً من انفعالاتٍ داخلية حٌسّية أكثر مما هي تعبيرية محضة .‏ كلَّما تفقَّدَ الكونُ أرواحَهُ‏ - 1 -‏ كلَّما تفقَّدَ الكونُ أرواحَهُ،‏ تئنُّ روحٌ ذوَّبتُها‏ غصباً في روحي ..‏ ****‏ ويعلو‏ من تحتِ الترابِ صراخٌ :‏ لو أنهم جمعوا دموعَ النادبينَ‏ في قارورةٍ‏ تؤنسُ الرقودَ الأخيرْ...‏ *****‏ لو أنَّ المرايا تحفظُ‏ كلَّ الوجوهِ التي بدلناها ،‏ لارتفعتْ سحبٌ عن كتفيّ ،‏ وانتبهتُ أن الجبالَ‏ حتى الجبالَ تنحني في انحداراتٍ تكملُ وقوفَها...‏ *****‏ لو أن البحرَ‏ قد فكَّرَ بعدُ قليلاً ..‏ لاتّسعَتْ جزرٌ‏ وتساءلَ الغرقى:‏ كيف ْ!؟ كيف َ..‏ لا يختنقُ الناسُ بالهواءْ !!؟؟‏ - 2 -‏ سَتُجمعُ الأشلاءُ في السماءْ‏ فلا تخافْ؛‏ سَتُبعَثُ كاملاً جميلاً نورُ قيامتِكَ يطفئ أوكارَ سوادِهم‏ فَلا تخافْ؛‏ سَتُجمعُ الأشلاءُ في السماءْ‏ لِسائلٍ عن مِزقَةٍ حمراءَ بين الأنقاضْ ؛‏ هي القلبُ منهُ مازال يخفقُ‏ كانتفاضِِ عصفورٍ قتيلْ ..‏ فتِّشْ عن الأصابعِ عن الجبينْ‏ قبِّلهُ و ارشفْ منه السماءْ...‏ - 3 -‏ على كفوفِ الياسمينْ‏ جسدٌ مطمئنٌ يمضي‏ سيمهلُنا‏ موتاً... موتين... أكثرْ...؟؟!!‏ على كفوفِ الياسمينِ‏ مِزَقٌ رشمَتْ وجهَ السماءْ‏ فاستدارَ قمرٌ‏ وأضربَ عند الفجرِ عن الغيابْ.‏ أَلنْ يمرَّ دربٌ من هنا؟!!‏ ألن تفكَّ الريحُ عن عينيهِ شهقةً‏ جَمُدَتْ فجمُدَ الفتى...؟!‏ حمراءُ كفوفِ الياسمينْ!!!‏ حمراءُ كفوفِ الياسمينْ!!!‏الأثنين 16-11-2009 جريدة الثّورة السوريّة.