٤‏/١٠‏/٢٠٠٩

عبدالرّحمن عفيف: طائر الحارات. نظر إليك الديك المذبوح ورفرف قلب حجر رآك سياج وشبّاك غمغم بمصباح من أحد الأعراس شمامة خضراء وصفراء وقعت في الرّيح الفتاة الشّاحبة تزوّجت من أحد القرويّين بشوارب الفرصة فوّتها الباص الأبيض قرب السبع بحرات قال أحدهم كلمة عن أنّه سيبقى إلى الصّباح ارتعش الكهل والد الحصى والكهل والد الزّيتونة الوحيدة في براريه ووالد الملح الذي أولاده لا حدّ لهم الغيرة ضربت يدي فلم تنسك إلاّ أثناء الانشغال إلاّ أثناء الانشغال أيّ انشغال سوى الغيرة عليك على الدّوام الشّجرة شجرة التّوت الغريبة بالتوت الأحمر والأبيض والأصفر والغامق بين الأحمر والأسود وليس سوى الشّجرة وبعض المسيحيّين في المدينة لهم أشغال قديمة لا مدينة بدونها لا مدينة بدون مجنون لا يعرف حدودها يسمّى بأسماء القرى والبرد والدفء ويختفي أو يظهر يرى أو ينام بدون نفسه لا يرى أيّة مدينة ثمّ التلّ الغباريّ بأخاديد الذّهب والفضّة فضّة الأسنان وذهب الخواتم وخيط شاحب جرّ المساء على الغالب ومربوط به قلب من الحديد قلب من الرّصاص قلب من الحجر وقلب من القرميد في أسفله ذات يوم نعق غراب وطارت ريشة لدجاجة مذبوحة وسُمعت ملعقة يؤكل بها ومرّ صديق لي وآخر شبحه ألقى التحيّة للأحياء في قبورهم قصيدة حبّ في هذا الشّتاء الضاغط على صدغي مثل ليمون أخضر أو كريات نبات لا يؤكل معلّق بقوّة على أغصانه في حارات الملالي بقرب ضيق النّهر والكرم الأعرج في الزّاوية مسجد لا مصلّون فيه له بريق في آيّام الشّتاء تحت المطر وطرقه موحلة لا تقاوم صلاة على سجاجيد مغبرّة جدّا يقبلها فقط الشّتاء هذا الصّوت الذي جلس عند الجسر من التعب والارهاق والحنين غزله ميل النّهرعلى يده وفيه بعض الهمهمة فيه درّاجة هوائيّة وهواء بعد الشتاء ينظرون ولا يجدون لا قلب على الأرصفة العاشق الكتوم لا أحد يعرف نوعا من الطيور المهاجرة أحبّ الناس أن يخرجوا فقط للنزهة في الرّبيع أمّا شتاء الهواء بشمسه المبتسمة فكانت فقط لك وأنت تبتسمين لورقة تهبّ مع الهواء لا تعرف أتقعد أم تمضي لا تعرف أتدخل أم تتوقّف رأت نفسها بين زمن وآخر كانت مثل عاشق لا يذهب ولا يبقى لا هنا لا هناك ورمت كلّ ريحاناتنا نفسها وانسكب كلّ عطر الجيران من القناني وشحب كلّ جمال وسال عصير كلّ الرمّان من لباس جيراننا غيمة صفراء ونحلة الصباح هذا قلبي مندحرا تحت أسراب الفراشات عيني تحت الحجر الصّقيل الذي نحتته ورقة عنب ودودة تأكل قلبي من أطرافه من أطرافه لن أذكر اسمك والمدينة والمدرسة بأبوابها وطين بيوت التبن والوحل والدلو الصّغير تشرب منه الجراء السلّم الأطول في حارة الفقراء يد الجار المكسّرة طنبورة المغنّي في البراري بغير كهرباء ويعرف العيد الصّغير قلبي الصّغير والعيد الكبير حبّي الصّغير والعيد الصّغير يعرفك صغيرة والكبير يعرفك ناضجة وأين أبقى أنا أين بين نضجك وبين نضجك أين يبقى ثلج في طفولتنا على باحتنا بعصافير وباص أخذنا وأتى بنا وطريق كان مستويا ومخرّبا دائما وبائع اليانصيب المهرّج والمجنون الذي أحبّه الأطفال أين يبقى الجسر الصامت ومبنى البريد أين تبقى طائرة من الورق فيها قلبنا قلبنا الذي من الورق وورقة ممزّقة من شجرة التوت وورقة من الروزنامة الصفراء وبطيخ مذبوح وعنزة طارت مع الزرقة وشتلة من ورق أخضر وعيد كبير انحنى على ركبه وشخص لا يدري بمزقنا من شجر التوت غرّد طائر في الصّباح على نفسي آخ على نفسي طائر فضيّ من جنّة طائرٌ في قفص حجلٌ غنّى على نفسي على نفسي طائر الحارات أيّتها الحارات بين عامودا والقامشلي باص بين عامودا والقامشلي طريق بين عامودا والقامشلي بيت وشجرة في القامشلي شجرة عنب بين مشيي في عامودا وجولاتي في القامشلي عود عود خفيف عود خفيف اضرب بريشك عليه أيّها الشّتاء المبكّر خبز التنوّر الناضج المسافرين على الجسر الشحّاذين في المطر وبضعة أقرباء يشترون اضرب بريشك بريشك قطرة دم متيبّسة على العود الأصفر الكالح نظرتي رأت نظرتي القديمة المتيبّسة اهتزّت على الوتر وغنّت غنّت بريقها يدا محنّاة ومعطفا أبيض خريفا ووحلا وآخرين على السّطوح. كيل 2008