٧‏/١٠‏/٢٠٠٩

عبدالرحمن عفيف : لا يبقى مطر.  لا يبقى شاعر في المآذن ولا شاعر في الوردة ويناديني آخر في النّحلة لا مطر لسياج بنفسجيّ عبر ذاكرتي كأنّه هواء وقصّ لي ما يقصّ من برد ومطر وزيزفون وعيدان أيّام أصفر له حنفيّة مزيّنة بالهواء الأبيض لأتنفّس قربها لباص يمشي ببطء لنفسه لنكتب عنه لقاءنا الصّعب وعلى زجاجه قطرة من الحنين الأصفر ولا ورقة عبقت وعرفتها كأنّما أتيتَ ثانية إلى المطر لتجمع أوراقه على صفيحة بيضاء مثل غيمة لا يبقى الشّعر لا عصفور عالق بين دفّتي الدّفتر منقاره سنة كاملة من درِِْوس الأعشاب لا يبقى المطر لا فصوله أذهب بها ومعها إلى المدرسة العالقة بين العصفور وبين حبّي الموزّع كخطواتي بين صباح وصباح آخر يشبه الليل لا مطر كي أمشي تحته ولا مدينة تسكنين فيها ولا رأس سنة أوزّع فيها حبّي عشوائيا مثل الرّيح وأقول: الرّيح أخذت صفحة مقطّعة من بقيّة ما كنت أقول ولا يبقى مطر ناعم في أواخر النّهار وشمس تريد المغيب وجاكيت فيه علبة سكائر لا يبقى منظر للكلمات لا يبقى هواء وسيّارة عابرة بين حبّ لم أفهمه وحبّ لم أفهمه ودكّان يعجّ بالصّغار ولا سكّر يتنفّس في عيده لا يبقى شعر جرس ولا دقّة منارة دافئة تحت اللحاف تذكّر بطلاسم ممن عرفوها منارة في الضّوء بين عيد بارد ومقابر منثورة السكاكر المطر بلّل يدي وسيكارتي لم أستطع تدخينها على الشّارع معطفك ولفاح الشّعراء على صدري لا يبقى مطر يذهب إلى القامشلي ويجيء إلى عامودا في الباص نفسه ويعرّف قبلة نظرة مختلسة عاجّة بسياج وسقف منظر بعيد لا يطاق السياج وربّما ساعتي المعطّلة من الشّوق ولا مطر كي أقول بعده وربّما قبله أيّتها الورقة الطّائرة والفرصة الغائبة وربّما أجد رسالة قديمة كتمتها جدّا لأقرأها للمطر الذي لا يبقى. كيل 28.12.2008