٢٤‏/٨‏/٢٠٠٩

محمدعفيف الحسيني: هايكو للشاعرة لطيفة المسكيني. كان القرميد متألماً، كنت أنتِ. النورس الأنثى، باضت على القرميد، ثم طارت مع زعيقها، والفرخين الرماديين كنتِ، أنت. ليس من ثمت غير صوت أولئك الغرباء في المنفى، أنا أحدهم، ولكِ. تساقط النبيذ من شفتيِّ، هو نبيذ شفتيكِ. مطر ثقيل، وشجرتا كرز، كرز أحمر، يشبه الدم. على الأعشاب، تنتظرني الأرنبتان، في منتصف الليل، تراقبان هشاشة الجفلة، مني. هما لك: قطرتان من ماء الحياة، قطرتان من المني. الغراب الجميل الأسود، هو حنيني لكِ. العشب طري، وعليه آثار المطر وغيابك، العشب، نائم مثل طير جريح. نامت أمي، ذلك اليوم، تحت نبتات الريحان، ونمت، أنتِ، تحت، شجيرات أمي، الغائبة. العقعق، طائر يتألف من الأزرق الكامد، والأسود، والأبيض، هو رسولي لك. سطران، كتبهما المطر على القرميد على سطوح البنايات، وعلى غيابك. أمطار كثيرة على شجرتي الكرز، قطرة قطرة، أحبكِ. النار الهادئة، التي بين يديّ، هي نار الزفير، في الغياب. قطرتان من دمعتيك، في علبة السردين، تنامان بجانب الزيت والسمك والفلفل الأحمر، الذي يشبه ميتاً. على المقعد، في الحديقة، أمام برج الكنيسة، أمام الفراغ الفلسفي، وأمام ذاكرته القديمة، وريش البطات، والحجر القليل، جلس المنفي؛ كان يتأمل روحكِ. نهاية صيف غوتنبورغ،
2009
عن تيريز