٢٥‏/٧‏/٢٠٠٩

عبد اللطيف الحسيني:البئر المسيحي...إلى سمير هيلون
وجد في الجهة الغربية من عامودا . في غرب الكنيسة . بئر لا يضرب فيها المثل , وبل يحكى عنها بشيءٍ من السحر . كان بإمكان المرء أن يمد يده فيها حتى تملأ كفه بماء له  (لون وطعم ورائحة ).  لا يمتُ بأية قرابة من مائنا الآن – والذي – تشرب منه كمية تكفي جملاً يرتوي .ولكن لا يرتوي منه المرء بنفس هذه الكمية . كان معي "سمير هيلون " الذي أحالني إلى أشياء كثيرة ، منقرضة الآن   . كان يتحدث عن هذه البئر ، عن موقعها المندثر الآن. كان محموماً . فلقد تغيرت ملامح المدينة : شق شارع ما . أو  ما يشبه الشارع ، وهو بالزقاق أشبه .
وبني بيت أسمنتي غليظ . موقعه – فيما سبق – مقصف له رواده  و شريبوه  . قطعت شجرة كانت تظلل امرأ على أقل احتمال . كان يجب على صديقي هذا ألا يرى البئر تلك. وألا  يرى أي جمالٍ في المدينة كلها . ذلك حقه . فقد  تغيرت لا ملامحها فقط . بل تغيرت أرواح ساكنيها أيضاً    
كان يبحث عن موقع البئر : هل باتجاه الجنوب من موقعنا هذا ؟ أم باتجاه الشمال ؟.
لحظةً ما. فظن . وأكد أننا واقفون فوقها. لا يعرف المرء الأرض منها،  فقد سويت بها  . وأننا بوقوفنا فوقها نؤلم الماء ، ونؤذيه ،   آنذاك سمعنا  صوت ذاك الماء القديم تحت أقدامنا . تذاك الماء الذي كانت فتيات المدينة يأتينه من جميع جهات عامودا . الماء الذي يندلق زمزماً ….. رقراقاً على أكتافهن . حتى يلتصق الثوب الصيفي الرقيق بأجسادهن . حتى تتخيل أن الفتاة – حاملة الماء على كتفها – هي الماء . حيث يبان جسد الفتاة المبلل من خلال مرايا الماء. تلك المشاهد كانت تتكرر في فصل محدد هو الصيف. وفي وقت محدد هو "المساء " كان ذاك التوقيت عيداً، وعرساً للشباب الذين يتواعدن
  يتمشورون  بالقرب من تلك البئر ، بالقرب من شارع يجاور البئر .
alanabda9@gmail.com