١٨‏/٧‏/٢٠٠٩

محمد نور آلوجي : عامودا .. مملكة الصمت .. ؟؟
الى متى هذا الصمت ... ؟؟؟؟
هد وء غير طبيعي ..شوارع فارغة ..ظلام دامس .. بطالة منتشرة ..ثقافة رائعة أيامها الرسمية أعطال ؟؟
نعم هذه هي عامودا الأبية ، المدينة الصغيرة التي قاومت بشجعانها ترسانة الجيش الفرنسي  عام  1937فتحولت هذه المدينة آنذاك بمنازلها وبيوتها الطينية إلى تراب ورماد ؟؟
عامودا التي أخرجت دنياها شيخها رشيد كورد وحامل اسمها محمد أغا الدقوري .. ماذا جرى لها ؟؟
تعتبر كأقدم مدينة في محافظة الحسكة ومن أقدم المدن السورية ، تعرضت هذه المدينة إلى أبشع جرائم البشرية منذ أكثر من قرن ولا زالت إلى وقتنا هذا تضحي عامودا كثيرا" ؟
شهداء كثر في حريق عامودا بين الفرنسيين ومواطنيها وهجرة وهروب كبيرة إلى بلاد العثمان هربا" من بطش الفرنسيين وبعدها الانكليز ؟
من منا لا يتذكر مجزرة سينما عامودا ومن منا سينساها نعم مجزرة 13/11/1960 دون يا تاريخ أكثر من 300 طفل وطالب وتلميذ مدرسة قضوا حتفهم تحت وقض النار المشتعلة فتحولت  عامودا آنذاك إلى مدينة سوداء ورائحة الشواء في كل مكان ؟
الزوجة والزوج نساء ورجال شيخ وعجزة شبان وشابات وكل يتراكضون إلى السينما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن للأسف  امتلئ مقبرة عامودا بزوارها طيور وعصافير الجنة ؟
تعرضت للإحصاء الجائر عام 1962 من قبل الحكومة السورية وحرم أثرها قرابة 40%من سكانها من أبسط حقوقهم الإنسانية ألا وهي الجنسية السورية وحق المواطنة حيث هم مولودون أب عن جد على أرضهم ومدينتهم عامودا وأكثرهم أدنى مستوى ودرجة من الأجانب حيث هم مسجلون بمكتومي القيد ..
وعامودا معروفة من قبل الجميع ويفتخر كل سكانها بها  حيث لا يقبلون الظلم أبدا" ولا ينزلون رؤوسهم لأحد ؟
مدينة الشعراء المدينة التي أخرجت العديد من الأدباء والشعراء والمثقفين والفنانين والوطنيين والكتاب كعفيف الحسيني واحمد الحسيني والخالد جكر خوين  وعزيز داوي وعبيد الله سيدا وسعيد دقوري وشيدا وصفقان وشيارآكري ومصطفى خانو .
وعامودا مثلها مثل كل مدن الجزيرة تعتمد في عيشها على الزراعة ولا سواها ولكن وبسبب الجفاف وقلة الإمطار في هذا الموسم هجر الكثير من أبنائها إلى دمشق وحلب والدول المجاورة كلبنان وتركيا ودول الخليج للتغطية على الديون المتراكمة عليهم واللذين أنفقوها في الشتاء ؟؟
وبسبب المشاريع الاستثمارية والمعامل والمصانع المعدومة في هذه المدينة والبطالة المنتشرة والمخيمة في كل بيت عامودي دون أن تتحرك الدولة وتوفر لهم أعمال يسترزقون بها ويعيلون أسرهم أو يعوضوهم عن هذا الموسم المحل ؟
ولكن للأسف الدولة لم تساعد أحدا" بل وزادت من الطين بلة" حينما زادت سعر المازوت إلى 280بالمئة من السعر السابق فاصطدم الأهالي بهذا القرار المجحف بحق أبناء سوريا عموما" وأبناء الجزيرة خصوصا" فكثرت الهجرة الجماعية في هذه المدينة وحتى قسائم المازوت باعها الأهالي للتجار بسبب انعدام دخل العائلة تماما"؟؟
 وهذه طبعا" ظاهرة خطيرة جدا" وخاصة إن الشتاء سيأتي والقسائم استهلكت تماما" ؟ برسم وزارة الداخلية للتدخل ؟؟
وحتى معظم المزارعون تركوا مزروعا تهم كالقطن والخضروات احتجاجا" على ارتفاع سعر المازوت وبسبب الخسارة الثقيلة في زرع هذه المحاصيل .
هذه البعض من الجوانب التاريخية والاقتصادية  التي مرت وتمر على مدينة عامودا والتي أتمناها من القلب تدخل الحكومة ومن ورائهم أبناء البلد لإعادة المياه إلى مجاريها ؟   ازدهار عامودا وثقافتها وتطورها وعمرانها وانعا ش دخل سكانها والقضاء على البطالة مسؤولية مكتوبة"  على أعناق الدولة أولا" وعلى أبنائها ثانيا" ؟