١٤‏/٧‏/٢٠٠٩

إلى الآن لا يكتب سوى الدّرج
سوى الباب الكبير والحوش بعده
ورأس السّنة الماضية
والمصباح
الشّارع الذي بقي
نسيه النّهار
هو هو المصباح

سوى قلب نبتة صفراء متيبّسة
دم العرس على أيدينا
حين نعود من تراب البريّة الأحمر
وابن عمّنا يلوّح من شرفته
كأنّما من مسجد في الماء

آلة خرط الخشب
زقاق آخر على الطّريق
بيت مهدّم الجوانب وخرزة في الشباك
المطليّ حديثا
الممثّل الذي يمشي مثل بروسلي
في يده جريدة

يمرّ اللقلق الأخير في المدينة بالقرب
من المنارة
لا يرى سوى منقاره
وجناحه الأبيض
الجناح الآخر أخضر جدّا مثل مصباح

هو نفسه
بذلته من الوحل والمطر الأخير
في الصفّ العاشر
هو نفسه من صفّ كرمة العنب
وشتلة من صوف الخيطان
امرأة عجوز تقطف المصابيح
عدتُ إلى الرّبيع
عدتُ من جذع المصباح

والنهر الجاف العسل البلدي من بذور أقوى نبات
نحلة على أذنك وأنت تمشين بقرب درجنا
حصير اشتراه أبي أغطّي به عيوني لأراكِ
نافذة مكسّرة يحتفل الجيران بميلاد والدهم خلفها
خلفنا حنفيّة وباحة اسمنتيّة لعيشنا المتضائل
خلفنا نكت صعبةٌ لا تقال في جنب الأشغال
نهر يتعلّق بجوانبه الشّوك شاكي السّلاح

ابتسامة على طاسة بعيدة ترمز في الأفق
ليس هناك أفق بل سيّارة تحمل ابتسامة صفراء
لا نرى الابتسامة الصّفراء لأنّ السيارة من نفس اللّون
لو غيّرت لون الابتسامة أيّها الفنّان مباشرة في السيّارة
لونها أصفر لونها أصفر
إن بدت وإن لم تفعل
إن نظرت إلى حقول القمح الخضراء في مقتبل الرّبيع
أو إلى القشّ المتبقّي أواخر الصّيف من الحصّادات
إن نظرت إلى أجنحة القطا تطير
بين واد وآخر وسهل وسهل

يا سيّارة الأطفال الصّغار
شراب العرس الدامي كالسكّر العتيق
صفّ النمل وراء قطعة الحلوى الباردة
عويل طنجرة بخاريّة طارت على السّطوح
شرنقة من عبارات العصفور
البقدونس الرشاد الزهرة الخطميّة الناجحة
ابن العمّ المتزوّج على السلّم يصلّح أمور
المدافىء
السيّارة النافقة بين القرى من الذباب
كرش البطيخ المفتوق.
عبدالرحمن عفيف