١٢‏/٤‏/٢٠١١

*عندما أنظر إلى لوحتك، ألاحظ لديك القلق؛ قلق في كل اللوحات.
ـ القلق معشش في، وفي لوحتي، وخطوطي، وألواني، وفي كل شيء في حياتي.
* لماذا تعتمد كثيراً على الرمز في اللوحة؟.
ـ ربما بسبب الخجل الموجود في داخلي أولاً، ولأشغل المتلقي بقراءة اللوحة، ولما للرمز من سحر خاص، ومتعة في قراءة الأشياء..
* كيف تقرأ اللوحة؟.
ـ اللوحة حالة تنفيسية، وتفريغ للشحنات المخزونة، والهوس الموجود في  داخلي..
* أنت صريح في كافة أعمالك التشكيلية، كيف تفسر لنا صراحتك هذه؟.
ـ صراحتي مع نفسي أولاً، وهي مرآة أراها على سطح لوحتي.
* لماذا دائماً تجسد موضوع المرأة في اعمالك؟.
ـ المرأة هي رمز لكل شيء في حياتي.
* أين الرجل، وهو النصف الآخر؟.
ـ الرجل لايعنيني بأي شيء، بسبب قسوته ونفاقه وسيطرته على كل المجتمع..
* كيف تتم ولادة اللوحة عندك؟.
ـ بعد آلام مخاض عسيرة، من القراءة والرؤيا والتمرين والخربشات..
* أين تكمن الخصوصية لديك؛ الخصوصية التشكيلية؟.
ـ حين تقرأ لوحتي، وتتعرف علي دون أن تجد توقيعي عليها..
* ما مهمة ووظيفة اللوحة؟.
ـ أن تصل إلى المتفرج، ويكون مندهشاً، بعد أن تكون قد شربت من روحك ودمك..
* أين تكمن ذاكرتك في اللوحة، هل تعتمد على الذاكرة في التعامل مع اللوحة؟.
ـ لوحتي هي ذاكرتي المثقوبة، وآلامي وعذاباتي وثقافتي وكل كياني..
* ماعلاقة الفنان باللوحة؟.
ـ جزء لا يتجزأ من اللوحة؛ توأم الروح، علاقة حبيب بحبيبته، وهي تعاني من خوف وألم المخاض وفرحة مابعد اللوحة.
* اللوحة الحقيقية المبدعة اقتناص؛ اقتناص للحركة والفكرة واللون، متى يتمكن الفنان من أن يكمل اللوحة المبدعة؟.
ـ اللوحة المبدعة تأتي طفرة، حين تأتيك لحظة الاقتناص، وتدرك كيف تقتنصها بذكاء.
 * ينطلق بعض الفنانين إلى السريالية من مبدأ الضعف الفني، أو ينطلق إلى الغرائبية، لماذا؟.
ـ السريالية لا يخوض غمارها الضعفاء، هي تحتاج إلى حرفية دقيقة ومهارة وفكر متقدم، أما الغرائبية، فمن الممكن أن يصول فيها بعض لاعبي السيرك من الفنانين ولاأقول الرسامين.
* هل على الفنان أن يمتلك قواعد ومبادىء الرسم أولاً، لكي يقدم لوحة جريئة وناضجة، وتجعل العين ضمن صدمة؟.
ـ على الفنان أن يمتلك أسس ومبادىء وقواعد الرسم، لضبط العلاقات التي تربط مابين عناصر اللوحة من شخوص وطبيعة، والأداة التي يستخدمها من قلم او فحم أو لون، من خلال الظل والنور، وفهم للتكوين والنسب، ليظهر فيما بعد بطابع شخصي  ولوحة ناضجة تبهر المشاهد.
* في الفن السوري نرى أن أكثر الفنانين ينطلقون من جانب ذاكرة العقل، دون الانطلاق من الذات الناضجة، أيهما الأفضل الذات، أم العقل في التشكيل؟.
ـ إذا لم تكن ناضجاً فكرياً وفنياً، لايمكن أن تصدم الآخرين وتبهرهم.
* هل التجريد حالة استراحة المحارب (الفنان) حالة النضوج الفكري واللوني؟.
ـ التجريد ليس مجرد استراحة للفنان، بقدر ما هو تجارب، يقدم عليها الفنان، لتقديم خلاصة تعبه في المراحل التي مر بها، ومدى مقدرته على توظيف اللون في المجال الصحيح.
* الكثيرون يتحدثون عن الحداثة التشكيلية، أين تكمن الحداثة في اللوحة؟.
ـ الحداثة أن تأتي بجديد، ولو إضافة بسيطة لما سبقك إليه غيرك، المهم أن لا تقع في التكرار.
* ما هي المشكلات التي تعترض الفنان الجزراوي؟.
ـ البعد عن مراكز وصالات العرض، التسويق وفنونه، الجمهور، النقد الفني البناء...الخ
* كيف ترسم، هل عبر الفكرة، أو بشكل تلقائي؟.
ـ تتبلور الفكرة في مخيلتي، أسكبها على الصفحة البيضاء، وألهث وراء اللون، وبناء اللوحة حتى النهاية.
* ما هو شعورك عندما تكون أمام المسطح الأبيض؟.
ـ أشعر بالرهبة والخوف، قد لا أجرؤ على الاقتراب من اللوحة البيضاء أياماً، وفجأة أتجرأ، وأبدأ بالخطوة الأولى، وهي أصعب خطوة، ثم تبدأ المعركة.
 * للوحة فلسفة خاصة، واللوحة الفارغة من الابداع لا قيمة لها، أين تكمن فلسفتك التشكيلية في الرسم؟.
ـ اللوحة عندي قصيدة، أردت أن أقولها شعراً، فعجزت وخانتني الكلمات.
* متى كانت بدايتك مع الفن التشكيلي؟.
ـ منذ الطفولة، أذكر أني رسمت تفاحة، وقسمتها إلى أربعة أقسام، كل قسم بلون،  صفعني المعلم، لأنه لا توجد تفاحة بهذا الشكل، طبعاً كان المعلم يحمل شهادة السرتفيكا، ولا يفقه الرسم أبداً.. عندما كبرت، أدركت أني كنت فناناً صغيراً، ومعلمي كان غبياً حين صفعني.
أحمد عكو
(التفاحة المشطورة إلى أربعة أقسام)
 أجرى الحوار: وليد الحسيني