١٢‏/١١‏/٢٠١٠

 وإلى مسافةٍ ليست ببعيدةٍ هناك بيتٌ من الطينِ، وكأنّ البيتَ غير مسكون، بباحة طويلةٍ وعريضةٍ بالتأكيدِ. انّما فقط جداره من جهة ومن جهة الشّمال عالٍ بشكلٍ شديدٍ. يفكّر أنّ ساكني هذا البيتِ ينبغي أن يكونوا ذوي قامات. لا يخرجون من بيتهم قطّ، إنّما طيورٌ تحمل في مناقيرها وهي تواصلهم مع البشرالآخرين وتحمل الأزهار وهي طريقة العواطف. الأزهار في كلّ مرّة؛ فالأزهار لها عنقها الذي يتحرّك بطريقة مفكّكة حين لا نعود إلى البيت؛ أنفسنا تشبهها وأصلنا مشترك، يشبه اسمكِ البيت الكبير، يشبه مجيء البتلة في باص فارغٍ من الرّكاب. كانت الأزهار التي تضعها الطّيور على العتبةِ طازجة فوقعوا حين تشمّموا رائحتها وولدٌ منهم قصّ بأصبعه بتلةٍ ما، بتلة حمراء من زهرةٍ جميعها صفراء.
من"مذاق نيمانا بشدّة"
عبدالرحمن عفيف
اللوحة للفنان دلدار فلمز