٢٤‏/٧‏/٢٠١٠


léonardo

لطيفة المسكيني ـ محمد عفيف الحسيني



1
مرة ثانية..
الطاولة،
والخشب الذي
يعتق لهبَ اللحظات.
2
بين الرجع وبين رذاذه،
تقف سنونوة
خائفة من دائرة الضوء.
3
الدرجة نفسُها،
في عظامها تنام الطرقات؛
بجانب البار
تركن الدراجة: وديعة مثل سماء صافية قليلة،
ونائمة في حضني.
***
ثانية الطاولات،
لكنها، تغيرتْ من فصل قديم إلى ليوناردو.
ليوناردو... ياليوناردو، لقد أخذتَ دراجتي.
4
من هجعة
إلى هزيع أرِقٍ،
طريقه إلى الحلم
بلا منتهى.
5
لكل عزلته
تنام إلى جانب
نبتة بلا ماء،
ولارونق.
6
يتدفق من عينيك البنيتين الهادىءُ،
ومن عينيي، تتدفق تلك الخضرة المنطفئة في عامودا.
هناك عند الطاولات
تسيل اللوعة، يرتجف الجسد النحيل،
يرتجف الخشبُ من جديد، الذي نجّره ليوناردو؛
نجّره، ثم أخذ دراجتي، أخذها إلى القماش الصغير،
النائم على نفس الطاولة، تلك التي بلونها المحلول، وقلبها الصادق.
7
رسمَ لوحة ليوناردو
غازلَ الريحَ
والنبيذَ الهادىءَ
في عيني موناليزا
الباسمة
كان حزنه هارباً من الريح كدراجة في الريح.

لون الخشب، لون الظل، لون الألم المقيم على رقصة الشمعة الذاهبة
لون النبيذ الذي عصرته أحلامُ ريشة الفتى الإيطالي
ليوناردو، كان هنا، وانطفأت سيرته.
8
لم يكن من ألم،
لم يكن من خشب،
لم يكن ليوناردو،
السفن، وحدها بخشبها غارقة في القار،
وتسيل في الصوفية،
وكان النبيذ يسيل على دراجتنا المسائية.
9
اختفى كل شيء، ليوناردو، ياصديقي النوراني.
اختفى الخشب، النبيذ، الدراجة، البار، السفن،
واختفيت أنت أيضاً، يا ليوناردو.

 ربيع غوتنبورغ، 2010