١٧‏/١‏/٢٠١٠

(عامودا في ملفّ سما كرد – الجزء الأوّل.)
عامودا قلبٌ موثوق إلى السماء:
ذا شارعُ الجامع الكبير. على زواياه المنكمشة الصلدة العارية، يقف مراهقو
البلدة العتيقة كحراس يوميين. نسمع نغمة من شارة غناء المسلسل التركي يحيى
ولميس، ونبصق خفية: تباً!. مراهقون، ولا عمل يخطر ببالهم سوى مص مباسم
السجائر المهربة، وسحب جرعات يأس ثقيلة. لا تسلية جميلة، سوى التلهي الخشن
والعبث الدميم. مراهقون وطلبة جامعات خاصة بأكمام مرفوعة حتى المرافق: (
مع الفقر حل علينا وباءان: مسلسلات تركية. الوباء الثاني: جامعة خاصة تخرج
منها طلبة بلا علم ولا عقل، سرعان ما يفكرون بالهرب إلى تركيا أو لبنان أو
الإمارات أو أوروبا. ماذا لو طلع بوجههم هناك أيضاً مسلسل تركي مدبلج إلى
الألمانية، مثلا ؟؟). ثمة وقت كاف للتدخين والتململ، فالضيق واسع مثل سماء
يابسة فارغة. ثمة بين نظرات معتمة ألسنة لا شوقَ يتكلم داخلها، ثمة تراب
حسرة لا عشب يخرج من بين مسامه. المراهقون الجدد، محاذين جداراً، كان فيما
مضى جزءاً من دار طلاب مدرسة دينية، حيث علم كلام، ومتاهات عقيدة، سندفع
لاحقاً ثمن جمودها، أو ربما أننا ندفعه الآن. في الطريق إلى الجامع
الكبير، وعليه، يمضي مرابون برفقة مصلين، كذلك، فتيات المدارس – صحبة
المدرسين والمدرسات. لا وقت للراحة بسبب ضغط مواعيد الدروس الخاصة. الفتيات متقلصات الخطو، وقد ضممن كتباً...للمتابعة النقر على الرابط من فضلكم.