١٨‏/١٠‏/٢٠٠٩

سحبان السواح: نحتفي بدخول موقع ألف عامه الخامس / فراس طلاس يوقف تمويل الموقع بعد ستة أشهرلأننا نشرنا موضوعات إيروتيكية. في مثل هذا الأسبوع من عام 2005 كانت هيئة تحرير ألف تستعد لإطلاق عددها الأول ، أو لنقل تستعد لإطلاق منبرها الثقافي في فضاء الإنترنت. وكان قد تم الاتفاق مع السيد فراس طلاس على أن يمول الموقع، بعد مجموعة من اللقاءات، كان شرطنا الأول ألا يتدخل في شؤون النشر، وسياسة الموقع وكان لنا هذا. انطلقنا.. وحققنا في الشهر الأول عدد زوار معقول فرحنا به، وكان 1200 زائر في ذلك الشهر. لنعترف لم يكن لنا معرفة كبيرة بهذا العالم، عالم الإنترنت، ولم نكن نعرف مثلا حجم زوار موقع كموقع غوغل الذي يصل الملايين في اليوم الواحد، لذلك اعتبرنا شهرنا الأول نجاحا، وكان هدفنا أن نعيد لمجلة ألف المطبوعة والتي صدرت بين عامي 1991 و1993 مجدها، فتعاملنا مع الموقع كما نتعامل مع المطبوعة. ثم شيئا فشيئا بدأنا نفهم كيف يختلف الموقع بنوع قرائه عن المجلة المطبوعة، فقارئ النت قارئ عابر قد يصطادك بالصدفة، لا يختار أن يشتري مجلة مطبوعة ويقرأها من الغلاف للغلاف، بل هو في كثير من الأحيان يصادف أنه يبحث عن مادة ما لبحث ما يعده فتفتح له صفحة هذا الموقع أو ذاك. إذا قدرت أن تقنعه بأنك جاد، ومختلف فسيصبح قارئا مداوما للموقع، وإذا لم، فهو لن يحتفظ بعنوانك ولن يزورك مرة أخرى. إذا موقع ثقافي على الإنترنت شيء مختلف. تعلمنا ذلك في الشهر الأول. وكان علينا التعامل مع هذا الواقع، وبدأت الأمور تختلف.. بذلنا جهودا في تأمين إيملات المثقفين لمراسلتهم وإبلاغهم تحديثاتنا حتى جمعنا عشرة آلاف إيميل في الثلاثة أشهر الأولى وزاد عدد قرائنا بشكل مطرد. ولكنا صرنا نعرف أنه رغم هذا الازدياد فإن هذا رقم ضئيل في عالم النت، فلم يسعدنا ذلك كما سعدنا بالألف الأولى في الشهر الأول، وكان علينا ن نطور وأن نسعى ولكن دون التخلي عن خطنا الرئيسي الذي وضعناه كهدف لنا، وهو أن نكتب في تابوات السلطات العربية الثلاثة، السياسة " من خلال علاقتها بالثقافة" الدين، الجنس. وكان علينا أن نبلور طريقة تعاملنا في نشر المواد التي تتعلق في التابوات تلك أردناها منهجا لنا، وكنا نتعامل بحرص مواطن من العالم الثالث الذي يسير بين الألغام ولا يدري متى ينفجر اللغم به. ومع ذلك انفجر بنا اللغم الأول. فحين نشرنا تحديثا كاملا للصفحة الأولى جمع بين إبداع وبحث في الإيروتيك.. جئنا بالروض العاطر و نشرناه على مراحل ونشرنا الكاماسوترا، وأوفيد ونشيد الإنشاد وكتب أخرى لا تحضرني الآن وإبداعات عربية تتحدث في الإيروتك.. وكان عددا لم يسبقنا إليه أحد، اهتم به القراء وصاروا يتناقلونه عبر الإيميل ويرسلون الروابط فيما بينهم .. فساهموا بنشر الموقع. كانت تلك صفقتنا الصحافية التي جاءت لخدمة واحد من أهدافنا التي انطلقنا على أساسها، وكانت أيضا أسلوبا لجعل القارئ يهتم بنا. فأنت تنشر له معلومات محرمة عليه.. وتقدمها له على طبق من فضة، في الوقت ذاته تخدم فكرتك الأساسية. لم تدم فرحتنا كثيرا، فلقد اتصل الصديق فراس طلاس محتجا على نشرنا للإيروتيك بهذه الطريقة المبالغ فيها، قلنا له هي أمور تخصنا حسب اتفاقنا، قال هذا صحيح ولكني مضطر أن أوقف التمويل لأني لا أعرف ماذا أفعل حين يفتح أولادي الموقع ويرون ما هو مكتوب به.وأوقفه. مشكلتنا مع الجنس، مع التعبير عن مشاكلنا الجنسية، مع فهمنا له، يجعلنا نعتبر الحديث فيما هو يومي، ومعتاد، ولا بد منه، محرم، ثم نقرأه ونشاهده بالسر، وهو ببساطة شديدة جزء من حياتنا. فالحديث النبوي والقرآن تحدث عن الجنس والنكاح ومداعبة الزوجة قبل النكاح، فلماذا إذا سمع أولاد السيد مصطفى طلاس، أوغيره من حماة الدين هذا الكلام في المسجد هو مباح ، وإذا قرؤوه على موقع كألف يعتبر محرما.. ثم هل يضمن أينا ماذا يفعل أولاده في غفلة منه ومواقع الجنس الإباحية متاحة للجميع دون أن يفكر أحد بحجبها. لماذا يقرأ المؤمن" ‏وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَبِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" ويقرأ قول النبي " اتقوا الله في النساء ، فإنهن عوان عندكم ، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ويقرأ الحديث . "روى الإمام النسائي من حديث خزيمة ابن عمارة عن أبيه أن النبي صلى الله عليهوسلم قال :" إن الله لا يستحيي من الحق فلا تأتوا النساء في أدبارهن"ويرفض قول إنانا " فرجي قرن الهلال، فرجي قارب السماء، ملؤه رغبة كالقمر الجديد، وأرضي متروكة بلا حرث. فمن لي أنا إنانا بمن يحرث لي فرجي؟ لن أطيل في ذكر الشواهد فهي أكثر من أن تحصر. فأقول أن الحديث والنص القرآني لم يتحرج في ذكر أي أمر من أمور الجنس بمسمياتها فذلك كان من صلب الدين. لنعد إلى ما بدأنا به ..ما كدنا نقترب من نهاية السنة الأولى وحين أصبح لنا صفحة وخارطة على موقع أليكسا العالمي بين المائة ألف الأولى حتى حجبت السلطات في سورية الموقع، دون أن تعطي أي تبرير واستمرت بحجبه إلى الآن، أيضا دون أي تبرير، فخسرنا موقعنا على أليكسا بسبب دخول قرائنا إلى الموقع عن طريق البروكسي. فالحجب لم يؤثر على عدد القراء بل على تقيمنا كواحد من المواقع العربية الأولى على موقع أليكسا. ندخل عامنا الخامس وكلنا ثقة بأنفسنا، وبما حققناه، وما أضفناه، وما أثرناه من قضايا لم يثرها غيرنا.. مستمرون معكم، و محتاجون دائما إلى دعمكم. ولن نكون يوما ناطقين باسم أحد. لا علنا ولا سرا. مستمرون في نهجنا، مستمرون في نشر الإيروتيك، وفي فضح الفساد كلما تسنى لنا، وفي محاربة السلفيين أينما وجدوا، ونشر ما يحاول المسلمون المعتدلون من تطوير للدين ومعيشة المسلمين. لهذا لم ولن نجد من يدعمنا، ولن نجد معلنين، فبينما الكثير من المواقع التي تظهر بمظهر المعارض للسلطة، تجد من يرعاها، ومن يعلن لديها.