إبراهيم إستنبولي(إعداد و ترجمة): ولد الشاعر الروسي الكساندر بلوك في 28 تشرين الثاني من عام 1880 في عائلة اشتهرت بإسهاماتها في مجال العلم و الأدب من جيل إلى جيل . فهو الابن الوحيد لابنة رئيس جامعة سانت بطرسبورغ اندريه بيكيتوف . أما والده الكساندر لفوفيتش بلوك فكان رجل قانون من أصول بولندية . بعد المدرسة انتسب بلوك الصغير عام 1898 إلى كلية الحقوق في جامعة بطرسبورغ.. و لكنه بعد ثلاث سنوات من الدراسة في الكلية توصل إلى قناعة أن علم القانون غريب عليه فانتقل إلى القسم السلافي الروسي في كلية التاريخ و الآداب ، التي تخرج منها عام 1906. كان للعلاقة الوطيدة التي تربط بين عائلته و عائلة الفليلسوف الروسي فلاديمير سولوفيوف تأثير كبير على إبداع الشاعر المقبل . كتب بلوك أول أشعاره في عمر الخمس سنوات . منذ طفولته كان بلوك يقضي فصل الصيف من كل سنة في مزرعة جدّه الواقعة بالقرب من موسكو في قرية شاخماتوفو .. حيث كان يوجد على مقربة منهم منزل صديق بيكيتوف الجد – عالم الكيمياء الروسي الشهير منديلييف . و في عام 1903 تزوج بلوك من لوبوف منديلييفا ابنة العالم المذكور ، و التي كانت هي بطلة أول ديوان للشاعر بعنوان : ” أشعار عن سيدة رائعة ” . كانا مثل أمير و أميرة ، لكن بلوك ، للأسف ، لم يكن مخلصاً في هذه العلاقة إذ كان يقع بشكل دوري في غرام نساء من الطبقة العليا .. ففي إحدى المرات كانت عشيقته الممثلة ناتاليا فولوخوفا ، و في مرة أخرى – المغنية الأوبرالية أندرييفا – ديلماس . و هذه العلاقة الأخيرة كانت سبباً لنشوب خلاف بين بلوك و صديقه الشاعر الروسي المعروف أندريه بيلي الذي أغرم بدوره في أندرييفا – ديلماس . ذلك الخلاف الذي قامت عليه مسرحية ” عرض هزلي شعبي صغير ” . كل ذلك دفع بلوبوف منديلييفا لأن تطلب الطلاق ، لكن بلوك رفض . على أن الأمور عادت بعد الحرب العالمية الأولى إلى مجراها الطبيعي و عاش بلوك بقية حياته زوجاً مخلصاً . استقبل بلوك ثورة شباط البرجوازية و من ثم ثورة أكتوبر بمشاعر متناقضة . لكنه رفض الهجرة إلى خارج روسيا معتبراً أن من واجبه البقاء مع روسيا في تلك المرحلة العصيبة . حتى إنه عيِّن عضواً بمرتبة محرر في ” اللجنة الاستثنائية للتحقيق في الإرتكابات غير القانونية للوزراء و المدراء العامين و غيرهم من المسؤولين السابقين ، العاملين في الهيئات المدنية و العسكرية و البحرية ” . و قد وضع مسودة تقرير لتلك اللجنة و تم نشره تحت عنوان ” الأيام الأخيرة للسلطة القيصرية ” . بدأ الشاعر مسيرته الإبداعية كممثل للمدرسة الرمزية في ديوانه الأول ” أشعار عن سيدة رائعة ” .. ثم اتخذ منحى التعمق في الاتجاهات الاجتماعية – في سلسلة ” المدينة ” 1908 لينتقل للاهتمام بالنواحي الدينية ” القناع الثلجي ” ، ” العالم الدنيوي الرهيب ” ، و ثم من خلال التفكّر بتراجيدية الإنسان المعاصر – مسرحية ” الوردة و الصليب ” توصل إلى حتمية ” الانتقام ” ( سلسلة قصائد تحت نفس العنوان ) . لقد جمع بلوك في إبداعه بين ما هو صوفي و دنيوي ، بين الزهد في هذه الدنيا و بين الحياة اليومية البسيطة . كان الشاعر فائق الحساسية للانطباعات و الأصوات التي تصدر عن المدنية و عن الفنانين المحيطين به . و بهذا المعنى كان بلوك شاعراً منسلخاً ” من جلده ” . و إذا كانت موسيقى الأشعار عند بلوك قادرة على تهدئة و تنويم المستمعين قبل الثورة ، فإن نبرة اليأس هي التي أصبحت غالبة فيما بعد ، و هذا ما يستشف من تأثره بالأغاني ذات الطابع الغجري . نعم ، لقد كان بلوك مأخوذا بالجانب العفوي ، العاصف للثورة . كان ” الحريق العالمي ” يبدو له هدفاً و ليس طوراً . حتى إن ” الحريق العالمي ” لم يكن بالنسبة لبلوك رمزاً للتدمير : بل كان ” أوركسترا عالمية للروح الشعبية ” . لدرجة أنه كان يعتبر المحاكمات الميدانية في الشارع مبررة أكثر من التحقيقات القضائية : ” الإعصار رفيق دائم للانقلابات ” . و مرة أخرى ، و من جديد – موسيقى . موسيقى بالمعنى الكامل للكلمة : ” أولئك المفعمون بالموسيقى سوف يسمعون تنهيدة الروح الكونية ، إن لم يكن اليوم فغداً ” – كان بلوك يردد منذ عام 1909 . و قد تهيأ لبلوك أنه قد سمع هذه الموسيقى في عام 1917 . و هذا ما كرره عام 1918 قائلاً : ” الروح هي الموسيقى ” و أن ” الثورة عبارة عن موسيقى يجب أن يسمعها مَن لديه أذنان ” ، ثم راح يدعو المثقفين : ” لأن يسمعوا الثورة بكل أبدانهم ، بكل قلوبهم و بكل وعيهم ” . كانت هذه العبارة قرينة لقصيدة ” الاثنا عشر ” . لقد حاول بلوك أن يفهم ثورة أكتوبر لا في النثر و حسب ، بل و في قصيدته ” الاثنا عشر ” التي لم تكن تشبه في شيء إبداعه السابق . فهذه القصيدة ، غير المفهومة بشكل كامل حتى الآن ، تشغل مكانة خاصة تماماً في الأدب الروسي أبان قرنه الفضي . و قد أثارت موجة من النقاش و الخلاف ( من اليمين و اليسار ) في بطرسبورغ ما قبل الثورة . ” الاثنا عشر ” – قصيدة تهكمية . و هي مكتوبة بلغة قريبة من ” رطانة الشارع ” . في شباط من عام 1919 تم اعتقال بلوك من قبل لجنة بتروغراد الثورية الاستثنائية ( ك.ج.ب في مرحلتها الجنينية ) . و ذلك بتهمة مشاركته في مؤامرة معادية للسوفييت . لكنهم أطلقوا سراحه بعد يومين من التحقيق المضني كنهم أطلقوا سراحه بعد يومين من التحقيق المضني و بعد أن دافع عنه لوناتشارسكي ، الذي كان يشغل آنذاك منصب مفوض الشعب لشؤون التعليم . لكن ذلك الاعتقال حطمّ نفسية الشاعر ، فكتب بلوك في عام 1920 في دفتر يومياته ما يلي : ” … يصمت ضمير الإنسان تحت نير التعسف ؛ فيلجأ المرء للانغلاق على ما هو قديم ؛ و كلما كان القهر أشد وقاحة ، كلما ازداد انغلاق الفرد فيما هو قديم . هذا ما حدث لأوروبا في ظلِّ الحرب ، و هذا ما يحدث لروسيا الآن ” . أدت إعادة النظر في الأحداث الثورية و التفكير في مصير روسيا إلى نشوء أزمة إبداع عميقة عند بلوك ، و إلى إصابته بالكآبة و تفاقم المرض . فبعد هبات الإبداع في عام 1918 ، توقف بلوك عن كتابة الشعر و راح يجيب على كل الأسئلة بخصوص صمته قائلاً : ” لقد انقطعت جميع الأصوات … ألا تسمعون أنه ليس ثمة أصوات البتة ؟ ” . و كان بلوك قد شكا للفنان انّينكوف صاحب الرسوم التكعيبية في أول طبعة من قصيدة ” الاثنا عشر ” : ” إني أختنق ، اختنق ، اختنق ! نحن جميعاً نختنق . فالثورة العالمية تتحول إلى ذبحة صدرية عالمية ” . أما آخر نوبة نحيب للتعبير عن اليأس فقد كانت الكلمة التي قرأها بلوك في شباط من عام 1921 في الأمسية المكرّسة لشاعر روسيا الكبير بوشكِن .. ذلك النحيب الذي شهده كل من آنّا آخماتوفا و غوميليف . كان بلوك يقف على المنصة و قد وضع يديه في جيبيه و كان يرتدي سترة سوداء و تحتها كنزة بيضاء من الصوف مع قبة عالية ( كان الجميع يرجفون من البرد لأنه لم يكن ثمة تدفئة في القاعة ، فكان البخار يخرج من أفواه الحضور ) .. بدأ بعبارة معروفة لبوشكِن : ” لا توجد سعادة في هذه الدنيا ، و لكن هناك الطمأنينة و الإرادة … ” ثم استدار إلى أحد البيروقراطيين السوفييت الذي كان جالساً في القاعة ( من ذاك الصنف الذين حسب تعبير الشاعر أندريه بيلي اللاذع ” لا يكتبون أي شيء ، و إنما يوقّعون فقط ” ) و نطق بكل وضوح : ” … إنهم يحرموننا حتى الطمأنينة و الإرادة . الطمأنينة الإبداعية و ليست الطمأنينة الشكلية . و ليس الإرادة الصبيانية ، ليس الحرية الليبرالية ، بل إرادة الإبداع – تلك الحرية السرّية . مما يجعل الشاعر يموت لأنه ما من شيء ليتنفسه : فالحياة فقدت مغزاها بالنسبة له ” . و بعد نصف سنة توفي بلوك مؤكداً بموته مقولة أخرى لبوشكِن : ” … كلمات الشاعر – هي أفعاله ” . و قد كان مرّ قبل وفاته بوضع مادي مزر أصيب بالتهاب في القلب و توفي في 7 آب من عام 1921 . تم دفنه في مقبرة سمولينسك و صلّي على جثمانه في كنيسة القيامة .
من ديوان ” المجهولة ” I من سلسلة ” ANTE LUCEM ” Servus – Reginae و من جديد جئتني في المنام و أنت وسط الورود على منصة صاخبة ، مجنونة كما العاطفة ، هادئة كما الحلم ، بينما أنا منهزم و قد ركعت على ركبتي و رحت أفكر : ” السعادة هناك ، و أنا مسحور من جديد ! ” لكنك ، أوفيليا ، رحت تنظرين إلى هاملت بلا سعادة و بدون حب ، يا ربّة الجمال ، في حين راحت الورود تنهمر على رأس الشاعر المسكين ، و مع الورود راحت تسيل و تنسكب أحلامه … أنتِ متِ و قد غمركِ ضياء ورديّ ، مع ورود على الصدر و مع ورود في شعرك الأجعد ، أما أنا فقد وقفتُ مغموراً بعطرك ، مع ورود على الصدر و على الرأس و في اليدين …. 1898 II بلا عنوان لا تنادني . فأنا سآتي إلى المعبد من دون نداء . و سأحني رأسي نحو قدميك بصمت . و سوف أتلقى الأوامر و أنا أنتظر بحياء . سأسعى لالتقاط لقاءات لحظية و لأتمنى اللقاء من جديد . فأنا مهزوم أمام قوة هيامك ، أنا الضعيف تحت النير . خادم – أحياناً ، و أحياناً – عزيزي ؛ و دائماً – عبد . 1899 ***** مقاطع من القصيدة الطويلة ” الاثنا عشر ” 1 مساء مظلم . ثلج أبيض . الريح ، الريح ! يعجز الإنسان عن الوقوف على قدميه . الريح ، الريح – تعمُّ الكون بأسره ! الريح تكوِّم كتل الثلج الأبيض . و تحت الكتل – جليد . زحلقة و خطر ، و كل من يمشي ينزلق – آه ، يا للتعِس ! ثمة حبل معلّق من مبنى إلى آخر . و على الحبل – لافتة : ” كل السلطة للمؤتمر التأسيسي ! ” و ثمة عجوز تشكو و تنتحب – تبكي ، لأنها لم تفهم ماذا يعني هذا ، لما كل تلك اللافتة ، كل قطعة القماش الضخمة تلك ؟ كم كان سيكفي جوارب للأولاد ، فما أكثرهم من العراة و الحفاة … و العجوز ، كما الدجاجة ، تدحرجت عبر الكثيب الثلجي بطريقة ما . أوه ، أيتها الأم الشفيعة ! أوه ، البلاشفة سيسوقوننا إلى القبر . الريح لاذعة ! و البرد القارص ليس أقل ! و برجوازي عند تقاطع الشوارع أخفى أنفه تحت ياقته . و مَن هذا؟ ذو الشعر الطويل و يتحدث بصوت خافت : خونة ! انتهت روسيا ! يجب أن يكون الكاتب – فيتيا … و ها هو صاحب المئزر الطويل – يقف في ناحية – خلف الكثيب … لما أنت غير مبتهج ، أيها الرفيق القس ؟ أتذكر ، كيف كنت فيما مضى تمشي و بطنك يسبقك ، و قد راح البطن يلمع بالصليب لكل الناس ؟ و هاكم السيدة في فرو استراخاني التفتت إلى سيدة أخرى تقول : كم بكينا ، بكينا … ثم انزلقت و – هوب – سقطت على طولها آي ، آي هيا اسحبي ، ارفعي ! الريح تمرح بحقد و بسعادة . تلفُّ أطراف المعاطف ، تهوي بالمارة ، تمزِّق ، تدعك و تطيِّر اللافتة الكبيرة : ” كل السلطة للمؤتمر التأسيسي ” … و تحمل كلمات : … و عندنا كان ثمة اجتماع … … هنا في هذا المبنى … … ناقشنا – و قررنا : لبعض الوقت – عشرة ، و الليلة – بخمسة و عشرين … … لا أقل من ذلك – من أي كان . … لنذهب للنوم … فالوقت تأخّر . و الشارع مقفر . ثمة متشرد وحيد يمشي محدودب الظهر ، و الريح تصفِّر … إيه ، أيها المسكين ! تعال ، اقترب – و لنقبِّل بعضنا … الرزق ! ماذا هناك في المقدمة ؟ هيا ، مرّْ ! السماء سوداء ، سوداء . و الحقد ، الحقد الحزين يغلي في الصدر … حقد أسود ، حقد مقدّس … هيا ، أيها الرفيق ! كن يقظاً ! 2 الريح تتسكع و الثلج يخفق . ثمة اثنا عشر شخصاً يسيرون . أحزمة البنادق السود ، و نيران ، نيران ، نيران – في مختلف الأماكن . في الأسنان – سيجارة ، داسوا على السيدارة ، كان واجباً أن يحملوا آس الديناري على ظهورهم ! الحرية ، الحرية ، أواه ، أواه ، من دون صليب ! ترا – تا – تا ! الطقس بارد ، يا رفاق ، الطقس بارد ! أما فانكا فهو مع كاتكا في الخمارة لديها ” كيرينكي ” ضمن الجوارب ! فانيوشكا ذاته الآن غنيٌّ … كان فانكا من جماعتنا و قد أصبح الآن جندي ! لكن إياك ، فانكا ، يا ابن الكلبة و برجوازي ، أن تحاول تقبيل ” امرأتي ” ! الحرية ، الحرية ، أواه ، أواه من دون صليب ! كاتكا منشغلة مع فانكا – و بماذا منشغلة ؟ .. ترا- تا – تا ! النار ، النار ، النار – في كل مكان … و أحزمة البنادق – فوق الأكتاف . التزموا الخطوة الثورية ! فالعدو اللدود لا يسهو للحظة ! خذ البندقية ، يا رفيق ، و لا تجبن ! و لنطلق الرصاصة في روسيا المقدسة – روسيا من الطراز الفاخر ، روسيا الأكواخ ، روسيا – صاحبة الخلفية السميكة ! أواه ، أواه ، من دون صليب ! 3 لقد ذهب أبناؤنا للخدمة في الجيش الحمر – الخدمة في الجيش الحمر – أن يقطعوا رأس التمرد ! إيه ، أيتها المصيبة المريرة ، يا للعيش الرغيد ! معطف رث و سلاح نمساوي ! نحن ، نكاية بكل البرجوازيين ، سنشعل الحريق العالمي ، فالحريق العالمي في دمنا – باركنا ، يا ربي ! 4 … …. 5 …. …. 11 … و يغزون السير من دون اسم الرب تمام الاثني عشر – إلى الأمام البعيد . مستعدين لكل شيء ، لا تأخذهم رأفة بشيء . و بنادقهم الفولاذية مصوبة على العدو غير المرئي … يسيرون في الأزقة الصمّاء ، حيث الزوبعة الثلجية وحدها تلعلع … و حيث بالكاد تسحب الجزمة خلفك إلى الكثبان الزغبية … راية حمراء تضرب بالعيون . و تُسمَع خطوة موزونة . فربما يستيقظ العدو اللدود … و الزوبعة تضربهم في العيون ليلاً و نهاراً بلا توقف … إلى الأمام ، إلى الأمام ، أيتها الطبقة العاملة ! 12 … يسيرون في البعيد بخطوات إمبراطورية … مَن هناك بعد ؟ اخرج ! إنها الريح تلعب مع الراية الحمراء في المقدمة … في المقدمة – ركمة ثلجية. مَن خلف الركمة – فليخرج ! وحده كلب جائع بائس يعرج في المؤخرة … هيا ابتعد عنا ، أيها المثخن بالجراح ، و إلا فسوف أنغزك بالحربة ! فيا أيها النظام القديم اندثر ، كما الكلب الأجرب – و لسوف أدكك ! … يكشّر عن أنيابه – ذئب جائع – لا يتخلّف و قد كعى ذيله – و كلب ناله البرد – كلب مجهول النسب … هيا ، ردّ على النداء ، مَن هناك ؟ مَن هناك يلوّح بالراية الحمراء ؟ هيا دقّق النظر ، يا لها من ظلمة ! مَن هناك يجري هارباً مختبئاً خلف البيوت ؟ مهما يكن ، فسوف أنال منك ، فالأفضل أن تسلِّم نفسك حياً ! إيه ، يا رفيق ، سيكون الأمر سيئاً ، هيا اخرج ، و إلا سنبدأ إطلاق الرصاص ! طخ – طخ – طخ !- و الصدى وحده يتردد في المنازل … و وحدها العاصفة الثلجية تنفجر بالضحك بين أكوام الثلج … طاخ – طخ – طخ ! طاخ – طخ – طخ … … هكذا يمشون بخطوة إمبراطورية – و في الخلف – كلب جائع ، مع راية دامية في المقدمة ، دون أن يُرى من جراء العاصفة ، و سليماً من أية رصاصة ، و بخطوة لطيفة فوق العاصفة ، و بتناثر ثلجي كالدرر ، راح يمشي في المقدمة – و على رأسه إكليل من الورد الأبيض – يسوع المسيح . كانون الثاني عام 1918
اللوحة: ايرينا بيلوفا(Irina Belova 2008)
موقع دروب.