١٩‏/٧‏/٢٠٠٩

ضرب زيدٌ عَمراً في مدارس عامودا , وما حولها
الشيخ توفيق الحسيني : اقتباسا عن الشيخ عفيف الحسيني .
إذا انتهى الدرسُ , وهمّ الطلابُ بالنهوض قال للأستاذ: جزاك اللهُ خيراً كثيراً ، فيردُّ الأستاذ: نفعك اللهُ نفعاً مبيناً .ثم يتفق الطالبُ مع زميل له يتعلمُ في نفس الكتاب لمراجعة هذا الدرس الجديد ، وكانوا يسمّون هذه المراجعة (التكرار) ولا يخفى أنّ لهذا التكرار أهمية كبرى , ويولونه عناية جليلة , لأنّ الطلابَ يجدون فيه فسحة للجدل والنقاش والحوار المفيد , وكان التحشم والتحفظ مع الأستاذ يحولان دون المحاورة والأخذ والرد وفي فضائل التكرار يقول أحدُ شعراء الأكراد ولعله الشاعر الكبير ( أحمد خاني ) ما ترجمته: "إذا لم تكرر الدرس القديم والجديد ولم تصرف الكلمات فلن تصير معروفاً أو ذائع الصيت".
لذكرياتِ الطفولة طلاوة وعذوبة ، ولعلّ أعذبها هي ذكرياتُ تلك الأيام التي كنتُ أترددُ فيها على طلبة العلم (الفقهاء) في حجرة كانتْ قريبة من دارنا لا تفصل بينهما إلا بضعُ خطوات ، ولم تكن هذه الحجرة , أو المدرسة في أغلب الأحيان سوى غرفة واسعة , إنْ كانتْ في المدينة أو صغيرة , إنْ كانتْ في قرية من القرى . وكانتْ هذه الغرفة هي المدرسة برمتها , ففيها يتلقى الطلابُ دروسهم , و  يتناولون طعامهم ، وفي ركن من أركانها رقعة صغيرة بمثابة حمام للاغتسال الشرعي , وغسل الصحون والملاعق وأحياناً لغسل الملابس بالماء , أمّا الصابون فكان لغسل الشعر إن وجد , وكان وجوده نادراً . وكانتْ هذه الحجرات تفرش بالبسط والحصر الزهيدة الثمن , وتكاد تكون غير ذات قيمة .. وهذا الرياش أو الفراش هو كل أثاثها ، وتلك المفروشاتُ لا تكون جديدة فقد أكل عليها الزمنُ و شرب , فاهترأتْ أو لعلّ الفقهاء أكلوا عليها وشربوا , وناموا حتى آلتْ إلى ما آلتْ إليه من البلى وكانت بعضُ الوسائد والمخدات و التكايا مبعثرة عليها . وهي التي يتوسدها الطلابُ في الليل حين يخلدون إلى الرقاد , وفي النهار يشرعون عليها كتبهم عند تلقي الدروس فتكون لهم ك ( المنصة ) . وكانت اللحفُ موجودة في هذه المدارس , ولكنها لحفٌ قديمة لا تخلو من رقعة هنا وهناك محشوة بالقطن يكسوها ( ظهار ) من قماش رخيص الثمن وبطانة من ( الجابان ) الأبيض أو لنقل كان أبيض , ثم تحوّل بعد طول عهد من الاستعمال المديد إلى لونٍ آخر لا يحملُ اسماً في قائمة الألوان , ولن تستطيعَ أنْ تطلق عليه اسماً , مهما كنتَ حاذقاً في معرفة الألوان ، ولم تكن هذه الأغطية العجيبة تعرف تنظيفاً أو غسلاً ، حتى إذا تخرقتْ وتمزقتْ كلّ التمزق طرحت من الحجرة , وألقيتُ في مكان للقمامة و النفايات ، ولم تكن الوسائدُ والتكايا أفضلَ حالاً من زميلاتها من اللحف ، فكانتْ محشوة بالقش الذي يحصل عليه من ( سيقان ) القمح في موسم الحصاد , أو بالتبن أو نخالة الدقيق أو قشور البر ( قشور البرغل ) ولم تكن تحشى بالقطن أو الصوف أو ريش الطيور بحال من الأحوال . وهذه الوسائد‑ لصلابتها وخشونتها – تضرب بها الأمثال . أذكر أنّ أستاذاً كبيراً حضر ذات مرة لإلقاء درسه , وتأهبَ لذلك فطلبَ من بعض الطلاب وسادة وقال : هاتوا تلك الصخرة فذهلوا قليلاً ثم قالوا : ليس هنا أية صخور ولسنا نراها . فردَّ الأستاذ : - أعني تلك الوسائد , وهل الحجرُ أكثر صلابة منها ؟ كما كانتْ هذه الوسائد تنخرق فيتناثر منها التبنُ , أو النخالة على البسط وبمرور الأيام كانتْ تفرغ من محتواها فلا يبقى منها سوى خرقة بالية من قماش فتنبذ . كان الطالبُ إذا أوى إلى فراشه , وأراد نوماً حشر نفسه بين طيتي اللحاف بعد أنْ يثنيها , ويتوسد مخدة من تلك المخدات ( الوثيرة ) فيكون اللحافُ لحافاً وفراشاً في آن واحد ، وهذه اللحفُ كانتْ تقيهم في الشتاء البردَ القارس , لا لأنها فارهة وثيرة , أو مكتنزة بالقطن أو الصوف بل أنّ الحجرة كانتْ مكتظة بأجساد النائمين فتتدفأ الحجرة بما يشبه ( التدفئة المركزية ) إذا أجزنا هذا التعبير بسبب من الأعداد الكبيرة من الطلاب القاطنين فيها بفعل حرارة الأجسام والأنفاس و .... لذلك – إذا أغلقت النوافذ , وأوصدت الأبوابُ – لم تكن الحجرة تفتقرُ إلى مواقد أو مدافىء , أو أيّ مصدر حراري مصطنع لاتقاء البرد . وفي الليل حين يأوي الجميعُ إلى مضاجعهم كانت الغرفة تبدو كعلبة ثقاب أو صفيحة ( سردين ) , وقد فرشتْ بالأجساد , فلا يكادُ يجد الطالبُ موطئاً لقدميه إذا أراد الخروجَ , وفي الصباح الباكر يستيقظ الجميعُ ,  ويذهب كلٌّ لطيته , بعد أنْ يقيموا صلاة الفجر , ثم يفرغون لتذكر دروسهم , واستعادة محفوظاتهم السابقة ، ولئن سأل سائلٌ: كيف تسنى لهؤلاء الطلبة البائسين أنْ ينالوا كفاف يومهم من القوت , وكيف يحصلون على زادهم وطعامهم نقول؟:
المعيشة:
كانت بعض البيوت من ذوات اليسار تتكفل – في المدينة أو القرية – بتقديم وجبتين من الطعام – إلى المدرسة طوال العام كله ... ولكن كيف ؟ . في الصباح – ينهض الطالبُ – وفي الأغلب – يكونُ ذلك الطالبُ غريباً عن المنطقة – ويحملُ القصعة العائدة لذلك البيت المتبرع بالوجبة  ويذهبُ إلى ذلك البيت الموسر المتكفل والمتبرع بالوجبة الصباحية والمسائية – على حذر شديد واستيحاء حذراً من الكلب الرابض أمام باب الدار , وحياء من نسوة البيت , فالطالبُ شابٌ أو فتى في ريعان الصبا ، يقف  إزاء الباب حتى تعلم إحدى نساء البيت فتتناول من يده القصعة أو الصحن ، ثم تغيب قليلاً , فإذا وضعتْ في القصعة أو الصحن مما حضر من طعام أهل الدار , وإن لم يحضر شيء اكتفت بوضع رغيف من خبز البر في زمن الرخاء , أو من الشعير في أيام الشح و الجدب – عادت إلى الفتى الواقف أمام الباب ونولته الوجبة وهو مطرق برأسه خجلاً وحياء ويتفاقم إحساسه بهذا الخجل إذا كانتْ صاحبة البيت في ميعة الشباب ويتضاعف إنْ كانتْ ذات حسن وجمال , فإذا استطاع أنْ ينجو بقلبه من هاوية الحب فلن ينجو بسهولة  من ذاك الكلب المتحفز أمام الدار , وإن نجا فلن ينجو من الحفر والأخاديد التي تملأ الطريق . قال أحد أولئك يحدثني عن ذكرياته في تلك المدارس : لقد كنتُ أحمل القصعة , وأعودُ بها إلى  المدرسة فأتحاشى النظر إليها حتى لا يتهمني الظانون  بالجشع والشراهة , أو أنني أميل إلى الطعام وهذا الخجل ذاق مرارته كثيرون من الطلاب الناشئين . قال أحد الطلاب من خريجي تلك المدارس , وهو الآن عالم جليل له باع طويل في العلوم : - لقد كنتُ أعاني كل مرارة الخجل وأتجرعها ، فحينما كنتُ طالباً في مدرسة الريف ، كُلفت بإحضار الوجبة اليومية من أحد البيوت القريبة من المدرسة , ولم يكن لي مندوحة للتهرب من هذا الواجب الثقيل الذي فرضته علي تعاليم القرعة الجائرة ، فكنتُ أؤخر رجلاً , وأقدم أخرى وأتفصد عرقاً وتحمرُّ قسماتُ وجهي , فإذا شاهدني ربُّ البيت قال لي مشجعاً – وكان رجلاًَ دمث الأخلاق يتزع إلى الدعابة والمزاح : تقدمْ فلن تلتهمك نساؤنا . وكان جل الطعام الذي يوضع لنا في الآنية هو الحساء ( شوربة العدس ) في أيام الشتاء صباحاً , والمخيض في أيام الربيع , والبطيخ في موسم الصيف بيد أنّ حظ الطلاب من البطيخ كان ضئيلاً لأنّ الصيف بمثابة عطلة , وقليلون هم الذين يلازمون مدارسهم و يواظبون على دروسهم في أيام الصيف . ومهما كانت الأمورُ , فلا بدّ أنْ يملَّ الطلابُ هذا الطعامَ المكرر , ويسأموا ، لهذا فقد عمد أحدُ الطلاب الأذكياء إلى نظم ما يشبه الارجوزه وتلاوتها في الأوقات التي يراجع فيها الطلاب محفوظاتهم , وهذه ترجمتها الحرفية : في الصباح خبز ومخيض وفي المساء بر ومخيض ، حتى شاع أمرُ هذه الارجوزه وتناقلها الرواة من باب الطرفة والفكاهة ، ولسنا ندري هل أفلحت أرجوزته الساخرة وهل أقلع القرويون عن تقديم هذا الطعام المكرر الممل ؟ أما وجبة الظهيرة فليس لها مكانٌ في خطة الطعام ، فإن فضلت كسيرات من خبز الفطور فذاك وإلا طويت البطونُ المخمصة إلى ما بعد صلاة المغرب حيث الوجبة المسائية .
في المساء ، ربما كانت الأطعمة – في النادر – دسمة ، وربما عاد الطالب وفي قصعته بعض الحبات من الكبة البلدية (Kutilk) فيتهافت عليها الجميعُ , وهي لا تكاد تشبع فرداً فرداً وتشرئب إليها الأعناقُ , والطامعون فيها كثر لذلك كانوا يضعونها على طرف , وطعاماً آخر على طرف ويجرون عليها القرعة التي تكون مجحفة بحق أحد الطرفين ، وقد روى لي أحد الثقاة قال : في أيامنا كنا نلتف حول قدر الحساء فيتناول الأول معلقه وينال ملء معلقته حساء ثم يسلم المعلقة إلى يليه وهكذا حتى نأتي على الحساء كله فيكونُ نصيبُ كلّ منا مساوياً لنصيب الآخرين .
كان الطالبُ في هذه المدارس يطلق عليه اسم (Feqeh) إذا كان في الطور الأول من الدراسة ويُدعى (Talib) بعد أن يمضي شوطاً بعيداً في تحصيل العلوم المتاحة وبعد أنْ يقطع مراحل دراسية صعبة من منهج معين ومنسق شبيه بتلك المناهج الدراسية المرعية في كليات الأزهر في بلاد مصر . وفي البدء كان التلميذ يتلقى قواعد علم الصرف الأولى في كتاب يدعى ( البناء ) وهو كتاب مبسط ذو طريقة شيقة وسهلة لتعليم الناشئين ، ثم ينتقل إلى كتاب في النحو ومن بعد ذلك إلى كتاب في الصرف أكثر تعقيداً ، وهو بذلك يرتقي من السهل إلى الصعب ومن الصعب إلى الأصعب حتى يتدرج إلى كتاب في النحو (لمولانا الجامي ) وهو شرح مسهب ذو فوائد جمة ل(كافية ) ابن الحاجب وعلماء هذه المدارس يطلقون على هذا الشرح اسم ( بيدر النحو ) لغزارة ما يتضمن من مسائل النحو واختلاف النحاة وطرائقهم ومذاهبهم و ردودهم وحججهم و براهينهم – وهنا لدى هذا الكتاب الخطير يقف الطالبُ على مفترق الطرق , فإن لم يكن قد أتقن – حتى تلك المرحلة الطويلة – القواعد الصرفية والنحوية ولم يتعلم كيف ينطق أواخر الكلمات بطريقة سليمة خالية من اللحن فما عليه إلا أنْ يدع الدراسة ويطلقها طلاق البينونة ويختار لنفسه حرفة أخرى غير حرفة العلم أو أنْ يدع علم الآلة (النحو والصرف) وينصرف إلى دراسة بعض الكتب الفقهية كي يهيئ لنفسه وظيفة إمام في مسجد أو جامع في قابل أيامه ، فإذا وصل إلى كتاب مولانا الجامي – ولنا عودة إلى هذا الكتاب – تبدلتْ به الحالُ إلى أحسن حال وتحرر من اسم (Feqeh) وصار يلقب ب(Talib) وانعتق من كل التبعات والخدمات والذل والهوان ، تلك الأمورُ التي كانتْ كواهله تنوءُ بحملها .. فهؤلاء الفقهاء (التلاميذ الصغار) كانوا ينهضون بجميع الخدمات في الحجرة , وكانت الخدماتُ والأعمال توزعُ عليهم على مدار أيام الأسبوع , لكلّ منهم يوم للعمل والخدمة فيوم الأحد لزيد ويوم الاثنين لعمرو وهكذا دواليك . كلٌّ قد خصص ليوم أو خصص له يومٌ ليعمل بإخلاص ويخدم زملاءه دون أدنى تذمر أو استياء . وكل قد علم اليوم عمله وكلف بأعبائه . وفي المدرسة كان ينصب ال(مير ) ويختار لهذا المنصب أحد الطلبة المحنكين الذين لا يبالون بالدراسة كثيراً ولا يعيرونها اهتماماُ كبيراً ، وكان أمره يسري على أولئك التلاميذ الناشئين وليس لهم حقُّ المراجعة والاعتراض , وقراره غير قابل للطعن أو النقض , وويل لمَنْ تلكأ أو أحجم عن تنفيذ أوامره ونواهيه , فإنْ لم يتعرض لعصاه تعرض للإهانة والوعيد والسباب ، إلا أن الطلبة الكبار غير خاضعين لأوامره ولا تنفذ فيهم أوامره .
نعود للقول بأن كل تلميذ (Feqeh) مكلف بيوم من أيام الأسبوع , وعليه في يومه ذاك أنْ يبكر في النهوض لكنس ( البسط ) إن جاز اطلاق هذا الاسم على تلك الموجودات الرثة في الحجرة ، وغسل الصحون والأواني المطبخية وأنْ تملأ المصباح الغازي بالنفط ، لايعينه في يومه ذاك معين أو مساعد , وكأنما آلى الآخرون على أنفسهم أنْ لا يمدوا له يد العون مهما كانت أعماله شاقة ومضنية , أو كأنما المساعدة محرومة على سواه من زملائه التلاميذ وأغلب الظن – لو شبت النار في المدرسة وهددت بالتهام اليابس والأخضر ما تحرك الآخرون لإخمادها لأن هذا اليوم لايخصم ولايعنيهم أمره .
اقتحمت – ذات يوم – دجاجة غرفة الدرس فقال أحد الطلاب الكبار لبعض الطلبة الصغار : هيا اطردوا هذه دجاجة وأخرجوها من المدرسة فردوا عليه : - يا سيدا. هذا اليوم ليس يومنا إنه يوم التلميذ (الفلاني) وعليه تقع مسؤولية طرد الدجاجة وليس علينا . وكان إذا قصر أحدهم في واجب من واجباته في يوم عمله ، كان المير متربصاً به وله بالمرصاد . كان المير واسع السلطة ، وسلطته نافذة صارمة داخل المدرسة وخارجها فهو يتتبع حركات التلاميذ وسكناتهم ويراقبهم عن بعد وعن كثب وحين يقصدون الجامعَ بعد الصلاة المغرب ويسيرون جيئة وذهوباً في حرم الجامع أو باحته ويتلون محفوظاتهم من متون الكتب فإذا فتر أحدهم أو تشاغل بشيء أو جنح إلى العبث أو الشغب صرخ فيه المير متوعداً موبخاً أو ضارباً .
ذات مرة حاول الميرُ أن يؤنب تلميذاً أو يقوم على ضريه غير أنّ التلميذ انبرى له قائلاً : على رسلك .. لقد بلغت كتاب مولانا الجامي ولن تسلط عليّ بعد الآن , وأنني الآن طالب فتصاغر المير ولم يسعه إلا السكوت.
وإزاء هذا الواقع المرير بخصوص معيشة الطلاب آنذاك نتساءل: لماذا لم يفكر أحد برسم قاعدة أو وضع خطة لهذه المدارس وتنظيم برنامج تسير عليه الأجيال القادمة؟ ولماذا لم يفكر أولئك المحسنون المتبرعون لتخصيص غرفة لتكون مطبخاً للمدرسة , ولماذا لن يفكرو ا في التبرع – كل حسب قدراته المادية – بالهبات العينية والنقدية من مال وسمن وحبوب وغير ذلك فيقوم الطلابُ بإعداد طعامهم بأنفسهم ويتجنبوا تلك المواقف المحرجة لهم ولسواهم , ويرتاح الجميع من هذا العناء ؟ وربما جرت الأمور بطريقة تدعو إلى السخط والشفقة والحرج الكبير معاً ، فقد يذهب التلميذ إلى ذاك البيت الذي يأتي منه بجرايته فإذا بأصحاب البيت لم يطبخوا طعاماً ثم يعود خائباً خاوي الوفاض إلا من رغيف جاف ، بعد أن يكون قد قطع مسافة طويلة في الذهاب ومثلها في الإياب وهو يخوض في الطين والأوحال وقد بللته الأمطار .
( تُنشرُ هذه الفقراتُ من الكتاب المذكورأعلاه , بعد موافقة المؤلف بذلك )
خاص (سما كرد ).