١٠‏/٧‏/٢٠٠٩

عبداللطيف الحسيني على "جمل بولونيا"
الكتابةُ الصّاحيةُ إلى زوال عاجلا , في ظلِّ الحياة العنيفة , بل في حالاتها الأكثر همجية لا بدّ للمرء أنْ يتضرّع إلى الحكايات تنجيه من مصابه الجلل , هذه الحكاياتُ تتقيه من عذاباتِ المرءِ التي تلقي بجبروتها على كيانه كله : لا تدعه يعمل ( حتما أقصدُ العمل الإبداعي الخلاق ) لا تدعه يثور ( هنا يجبُ التفريقُ بين شخصين : مَنْ يسلّم أمره , و مَنْ عاداتُه التراكمُ ) .
توضيحا لسوسن : السأمُ هو مَنْ دفعَ عبدالرحمن لكتابة التخيل, و ليس العكس , حين يسأمُ المرءُ الشاعرُ أو الناثرُ يلجأُ إلى خلق الحكايات . لا إلى كتابتها و حسبُ . من هنا أتتْ اللغةُ جديدة ناصعة و بكرا لدى عبدالرحمن , تجاه هذه (الكتابة الجديدة ) - هكذا يسميها أدونيس – يجدُ , ويجبُ على القارىء أنْ يقرأ النصَّ بعينين مغسولتين . أبعد من ذلك : يجبُ عليه أنْ يقرأ بعيون مغسولة : حتى يرى , حتى يتكلم , حتى يحسّ . العالم ينقصه الخيال . العالم ينقصه الجنونُ إذن,
أقرأ لسوسن للمرة الأولى , غيرَ أني أُرجيءُ كلاماً أكثر مرونة للدارس و المدروس لاحقا . لي سببٌ جوهريٌّ : ملفُّ (سما كرد للثقافة و الفنون ) بين يدي . هكذا خولتني المؤسسة التي أعملُ فيها لأنجز ملفا ( و هو ملفٌّ كونيٌّ عن درويش ) ما فاجأني ( لم أتفاجأ : أنّ الكلَّ له صلاتٌ جوهرية مع هذا العالم الذي جُمِعَ في واحد هو : ( محمود دروبش )