٢٩‏/٦‏/٢٠٠٩

تعليق على  "بشيري قلعو أو آخرون":
ما هو ناقصٌ في الأدب هو هذا الجانبُ الذي أهمله الكثيرون عمدا , وكان من الأجدى منحُه أهمية كبرى , أقصدُ : الكتابة عمّن حُجّر عليهم ( شرعيا ) المحجورُ عليه : إنْ كان فردا . ليس للتذكير أقول : إنّ المدنَ تُعرف بمجانينها و بشعرائها  , المدينة التي يذكرها عبدالرحمن هي هذه المدينة نفسها التي كان عددُها مجانينها قليلا جدا , غير أنّ مَنْ غابَ عنها خمسة عشر عاما ’ هو غيره مَنْ يعيش فيها , ما ذكره عبدالرحمن من أسماء محجور عليها , باتتْ من طيّ الماضي . من الكلاسيكيات , ما استجدّ : ما لا يحصى عددا من مجانين المدينة . البعضُ مات دون أنْ نحسّ بهم . هكذا طلب أهلهم ( طيّ صفحتهم ) وكأنهم عارٌ  ألحق بعائلتهم . دون أنْ يدروا أنّ ما ينقصُ العالمَ هو الجنون . ما ينقصنا هو الجنونُ . إنّ الإنسان المقهور إنْ لم يتكيّف بمناخ مدينته العنيف و الصلد ( بل تزدادُ المدينة عنفا و صلادة : لحظة بلحظة ) . هذا الإنسان المقهور يتحوّل في أية لحظة إلى معتوه حقيقي , ما أريدُ قوله : ثمة كتابٌ سيصدر قريبا عن دار سما كرد للثقافة و الفنون بعنوان ( اسماعيلي دين ) للشيخ العلامة توفيق الحسيني . فلنتصور أنّ شيخا جليلا يكتبُ عن معتوهٍ ملأ الدنيا و شغل الناس , ألا يُقال ذلك عن المتنبي , . ألم أقلْ قبل لحظة :( إنّ المدنَ تُعرفُ بشعرائها و مجانينها ) : ما أجملَ الحياة إذن .
عامودا الميتة
عبداللطيف الحسيني
alanabda9@gmail.com